لم يعد هناك ادنى شك في أن مسؤولي هذه السلطة المتحكمة وحلفاءهم ومن يدور في فلكهم وينطق باسمهم، ليسوا من كوكب الارض، بل هم من كوكب آخر حيث لا دستور هناك ولا قوانين ولا شرائع ولا أديان تحرم القتل والزنى والسرقات، ولا شعور بالمسؤولية والرحمة والعدل، ولا يعرفون أن لبنان هو وقف الله وارضه قدسها يسوع وأمه مريم وأنبتت عشرات القديسين والابرار واستشهد مئات الالوف على مر العصور ليبقى لبنان ارز الرب موئلا للحرية والسيادة والاستقلال والكرامة، ومجرد المقارنة بين لبنان الذي كان ولبنان اليوم، يعرف مدى الاذى الذي ألحقته هذه السلطة ومن أتى قبلها بلبنان الجمال والعلم والثقافة والنظافة والبحبوبة والفن على انواعه .
جرائم قتل واغتيالات وتهديدات يومية باغتيال سياديين، سرقات من جميع الانواع وعمليات خطف وابتزاز واحتلال بيوت واراض وقطع طرقات، حوادث موت بالجملة على طرقات الموت، اما لانعدام الرؤية واما لانعدام الصيانة، قضاء نفتش عن عدالته بالسراج والفتيل ولا نراها الا عند بعض القضاة، المساواة بين اللبنانيين ممنوعة من الصرف، وقباحتها ظهرت في تعامل الدولة والمسؤولين مع عائلات شهداء جريمة تفجير مرفأ بيروت، والجرحى وعائلات من تشردوا من بيوتهم وافترشوا الارض والتحفوا السماء بعكس غيرهم من المواطنين، هذا دون ان نتوسع في انهيار جميع القطاعات وحلت محلها البطالة والهجرة والغرباء والموت بكورونا وبالتلوث، ومع كل هذا الويل كيف تتصرف سلطة الكوكب المجهول ؟؟
تجاهل مطلق لكل ما يحدث، وكأنه يحدث في دولة اخرى، يخسر الناس اموالهم، بسيطة ! يجوع اكثر من نصف الشعب، ماشي الحال! تحقيق اصلاحات، ليش مستعجلين ! تشكيل حكومة قادرة، مندرسها! تكليف شخصية ذات وزن ونظيفة الكف، بدا تشاور مع الاحزاب والطوائف والمذاهب ! وتمر الساعات والايام والاسابيع والشهور وهذه السلطة من الكوكب الآخر، تؤجل بدل اليوم اسبوعا واسبوعين وثلاثة واربعة، ساعة بحجة التشاور وساعة بحجة الميثاقية في حين أن القصة قصة كيف نرتب الحقائب ومن سوف «يمتطيها».