IMLebanon

تسارع الخطوات على الخط اللبناني – الخليجي يعكس رغبة بطي صفحة الخلافات

 

المعارضة: المكوِّن السُّني أساسي ولن يغيب عن قول كلمة الحق في لحظة الخيار

 

 

حرَّك بيان رئيس الحكومة نجيب ميقاتي المدروس بعناية، وما تلاه من ردين إيجابيين، سعودي وكويتي، المياه الراكدة في بركة العلاقات اللبنانية الخليجية التي تمر بمرحلة دقيقة، تركت تداعياتها الخطيرة على أكثر من صعيد، وفي أكثر من اتجاه.في ظل حديث عن إمكانية عودة السفيرين السعودي والكويتي، وليد البخاري وعبدالعال القناعي إلى بيروت، لمعاودة ممارسة مهامهما الدبلوماسية، نتيجة الوساطة الفرنسية التي تولتها دوائر قصر الإليزيه، وبتوجيهات من الرئيس إيمانويل ماكرون شخصياً، رغم انشغالاته الرئاسية ، وما يتصل بمتابعته تطورات الحرب الروسية على أوكرانيا .

 

ويأتي تسارع الخطوات على الخط اللبناني الخليجي، ليعكس رغبة بدت واضحة، بطي صفحة الخلافات، وفتح صفحة جديدة، انطلاقاً من وجود اهتمام متبادل بترميم العلاقات، بما يخدم مصالح جميع الأطراف، في وقت يحرص الخليجيون على عدم ترك لبنان لقدره، في ظل الظروف البالغة الصعوبة التي يمر بها. وهو ما دفع السعوديين إلى الاستجابة للمطالب الفرنسية، بضرورة إنقاذ لبنان من الانهيار المحتم الذي يتهدده.وإن كانت برزت تساؤلات في الساعات الماضية عن أسباب زيارة وزير خارجية إيران حسين أمير عبد اللهيان إلى بيروت، بعد الحديث عن انفراجة محتملة في العلاقات اللبنانية الخليجية.

 

الدول الخليجية لا تريد ترك الساحة اللبنانية لإيران

 

ولهذا تشدد مصادر وزارية على أن «تصحيح العلاقات بين لبنان والدول الخليجية أولوية لدى رئيس الحكومة»، مشيرة إلى «احتمال عودة سفير خادم الحرمين الشريفين لدى لبنان وليد البخاري، والسفير الكويتي عبدالعال القناعي إلى بيروت، لمزاولة نشاطهما مع اقتراب موعد الانتخابات النيابية في الخامس عشر من أيار المقبل. وهو ما أكد عليه النائب وائل أبو فاعور الذي زار الرياض في الساعات الماضية، ما يعطي انطباعاً بأن الأمور ذاهبة إلى التحسن، شريطة أن يكف «حزب الله» عن استمرار التصويب على المملكة العربية السعودية والدول الخليجية الثلاث، حتى يمكن القول أن لبنان، ملتزم فعلاً بما تعهد رئيس حكومته في بيانه الذي يضاف إلى سلسلة بيانات سابقة، لم يتم التقيد بها، لرفض «حزب الله» التهدئة .

 

وكشفت المعلومات، أن بيان الرئيس ميقاتي لم يأتِ من عدم، بل أتى في سياق مساع توفيقية قادتها باريس في الكواليس بين بيروت والرياض، وما زالت مستمرة بها، وصدر بناء على نصائح فرنسية، وقد أريد منه (أي من بيان ميقاتي) إظهار عزم واصرار رسميين لبنانيين على تغيير السلوك الذي كان سائدا في الأشهر الماضية في التعاطي مع الملفات التي تزعج المملكة لناحية الهجمات الكلامية عليها وتصدير الممنوعات اليها انطلاقا من الأراضي اللبنانية، في مواقف من شأنها ان تدفع المبادرة الفرنسية قدما، وهذا تحديدا ما حصل. فحسن النوايا اللبناني هذا، لاقته الرياض والكويت في منتصف الطريق. وعلى الأرجح، سيستكمل هذا المسعى في قابل الأيام، اذ من المقرر ان تتم عودة لعدد من السفراء والدبلوماسيين الخليجيين إلى بيروت خلال أيام، وتفعيلاً لمسار المساعدات الإنسانية السعودية للشعب اللبناني .

 

وإذ تشير المعلومات، إلى أن الدول الخليجية لا تريد ترك الساحة اللبنانية لإيران، بالنظر إلى مخاطر ذلك على أكثر من صعيد، وبالتالي عدم ترك الفريق الآخر بفائض قوته يستفرد باللعبة الداخلية، خاصة عشية الانتخابات النيابية، ذلك ان انعدام التوازن هذا، سيكرس سيطرة 8 آذار وإيران على القرار الداخلي، فإن مصادر معارضة، لفتت إلى أن «دفاع الرئيس ميشال عون عن «حزب الله» لا يصب في إطار تحسين العلاقات مع الدول الخليجية»، متوجهة إلى المسؤولين الخليجيين، بالتأكيد أن « هذا العهد مشؤوم وعابر، وما يسعى إليه هو كسب أصوات منظومة حزب الله بالانتخابات، إنقاذاً لوضع التيار الوطني الحر، والمؤسف أنه يفعل ذلك، على حساب سيادة لبنان الذي هو المؤتمن عليها، والمكلف حمايتها»، مشددة على أنه «في أسوأ الأحوال، فإن هذا الكابوس سيزول خلال أشهر، وإن شاء الله من خلال الانتخابات النيابية، يمكن وضع حد لهيمنته على ما تبقى من إدارة وقضاء في لبنان».

 

وأكدت المصادر، أن «الفريق الآخر يستفيد من عهد مرتهن له ولإيران، ومن سلاح غير شرعي يفوق بقوته الجيش اللبناني، ولكن هذا الفريق مهما سجل من أصوات في الخامس عشر من أيار، فهو إلى تراجع وانهيار. ولا أفق للبنان، مرتهناً لحزب الله»، مشددة على أن «المكون السني، هو مكون أساسي في لبنان، وهو في الأرقام على لوائح الشطب، الأكثر عدداً . ولا يخاله اللبنانيون أنه سيغيب عن قول كلمة الحق في لحظة الخيار، بين السيادة والعروبة والاعتدال من جهة، وبين تسليم البلد لإيران وحزب الله للسنوات المقبلة» .

 

وإذ دعت القيادات السنية التي عزفت عن الترشح للانتخابات، أن «تبقى وقواعدها، في قلب المعادلة اللبنانية، وأن تعبر عن ذلك، يوم الانتخاب المفصلي»، فإنها لا زالت ترخي ظلالاً من الشك بإمكانية إجراء الاستحقاق النيابي في موعده، «بالنظر إلى ما يعانيه البلد من كوارث وانهيارات، وبالتالي فإن هناك خشية على مصير الانتخابات من انفجار كبير، قد يتحول استفتاء في الشارع ضد المنظومة الحاكمة».