Site icon IMLebanon

الروس “يبقّون البحصة”… لا حلّ مع الرياض قبل نهاية العهد وتحجيم “حزب الله”

 

نجح الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في انتزاع فوز ديبلوماسي بعدما زار السعودية ووضع الأزمة اللبنانية – الخليجية على نار الحلّ.

 

يُعتبر ما حقّقه ماكرون إنجازاً بعدما انسدّ كل أفق الحلّ، لكنّ المهمة التي قام بها تحتاج إلى ترجمة عملية على أرض الواقع، ويجب أن تنطلق هذه الترجمة بخطوات لبنانية جريئة تؤكّد على هوية لبنان ورفض إقحام أي فصيل لبناني كل الدولة اللبنانية في صراع المحاور، واستعماله ساحة ومنصة للهجوم على الدول العربية.

 

من هنا، فإن النتائج الإيجابية يجب أن تتظهر بإعادة إستقبال المنتجات اللبنانية وفتح أسواق الخليج أمامها وعودة السفراء وتشكيل لجنة للتواصل الدائم، لكن كما بات معلوماً فإن الأزمة لم تتعلّق باستقالة الوزير “الممانع” جورج قرداحي فقط بل مرتبطة عضوياً بسلوك “حزب الله” وتغطية الدولة اللبنانية لهذا السلوك.

 

قد يكون تشديد البيان الفرنسي – السعودي على تطبيق القرارات الدولية وعلى رأسها الـ1559 والـ1701 أكبر دليل على تصلّب الموقف السعودي، لذلك ترى الدول الكبرى وعلى رأسها روسيا أن الحل الفعلي لم ينطلق بعد.

 

وتكشف معلومات ديبلوماسية لـ”نداء الوطن” أن الروس يؤكدون أن ماكرون قام بخطوة جيدة مع ولي العهد السعودي محمد بن سلمان ودول الخليج، وهذه الخطوة تشكّل إنطلاقة جيدة يمكن البناء عليها وتشجيعها لوصل ما انقطع بين لبنان والسعودية، لكنها بحاجة إلى متابعة حثيثة.

 

من هنا، فإن نائب وزير الخارجية الروسي والمبعوث الخاص للرئيس بوتين إلى الشرق الأوسط وشمال أفريقيا ميخائيل بوغدانوف ومعه مسؤولون آخرون، ينظرون بعين الأمل إلى ما حصل، وذلك من أجل حماية إستقرار لبنان وعدم دفعه إلى مزيد من الإنهيار.

 

لكن الديبلوماسية الروسية الواقعية ترى أن تصحيح مسار العلاقات اللبنانية – الخليجية لا يزال طويلاً وفي بداياته، إذ إن المطلوب من لبنان الكثير ولا تستطيع السلطة الحالية تطبيق شيء من المطلوب.

 

ويشدّد الروس على أن لا حلّ قبل نهاية عهد الرئيس ميشال عون وبداية عهد جديد، إضافةً إلى تقليص نشاط “حزب الله” في اليمن والعراق ودول المنطقة، وبالتالي فإن الأمير محمد بن سلمان، ولي العهد السعودي، لن يمنح هدايا لعون في آخر عهده ولن يعطي “حزب الله” والسلطة التي يمسكها “الأوكسجين” ليستمر في سياساته التي يعتبرها الخليج معادية له.

 

وأمام كل هذه الوقائع، فإن الروس يتمنون أن تصطلح العلاقات اللبنانية – الخليجية بأسرع وقت لما في الأمر من إنعكاس إيجابي على وضع المنطقة عموماً وعلى أوضاع لبنان خصوصاً، وهم يبدون كل دعمهم لخطوات ماكرون لكنهم يؤكدون أن الحلّ بيد القادة اللبنانيين ولا تستطيع أي دولة خارجية القيام بما يجب أن يقوم به اللبنانيون.

 

وبالرغم من التأكيد على أهمية مثل هكذا مصالحة، إلا أن الروس لن يدخلوا في أي مبادرة في هذا الشأن لأنهم يعتبرون أن الفرنسي يقوم بدوره على أكمل وجه، ولديهم إنشغالات كثيرة في سوريا وجورجيا ودول الإتحاد السوفياتي سابقاً.