تحدث في هذا العهد صدف متميزة في فرادتها على الرغم من انه لا يزال في بدايته. في يوم حافل بالحيوية والدينامية، شهد حدثين كل منهما أكثر تميزا من الثاني. الأول هو هذا الحشد العظيم في مؤتمر الطاقة الاغترابية الذي أقيم برعاية رئيس الجمهورية. والثاني احتفال الجامعة اللبنانية بعيد تأسيسها السادس والستين، وذلك في مدينة رفيق الحريري الجامعية في الحدث. وهنا أيضا كان الحضور الأول هو لرئيس الجمهورية. وهذان الحدثان المشعّان بألقهما، في مناخ سياسي كئيب ومغمّ، خففا من الآثار السلبية المخيّمة على البلد في هذه الآونة، بسبب التباينات حول قانون الانتخاب الجديد. ولم يكن لهذين الحدثين هذا الألق بالصدفة، وهما نتاج جهود نشطة ومستمرة ومكثفة على مدى زمني طويل قام بها جبران باسيل من موقعه كوزير للخارجية.
تزامن الحدثان مع انعقاد جلسة لمجلس الوزراء بعد انقطاع لعدة أسابيع. وهذه الجلسة شهدت بدورها حدثا مناسبا إذ أن مجلس الوزراء تبع الرئيس بري في الموقف الذي أعلنه في لقاء الأربعاء النيابي، وهو رفض البرلمان ككل أي تمديد بصورة قاطعة ونهائية… واتخذ مجلس الوزراء قرارا بالاجماع في هذا الاتجاه. وعلى ضفاف هذه الأحداث الثلاثة جرت الصدفة التي أشرنا اليها سابقا في مستهل الكلام… فالرئيس سعد الحريري استعان بالبلاغة القرآنية عندما قال: اننا قاب قوسين أو أدنى للوصول الى حلّ شامل وكبير. وهذه العبارة وردت في سورة النجم في القرآن الكريم. أما على المقلب الآخر، فكان الوزير جبران باسيل يقدم مشهدا جديدا في لبنان، يعكس مدى تأثره بالموجة الجديدة التي أطلقها الرئيس – الصرعة دونالد ترامب في العالم في الشكل كما في المضمون. وكما شاهد العالم الرئيس ترامب يوقّع في حفل علني أول قرار تنفيذي له بعد انتخابه، كذلك، فقد بدا الوزير جبران باسيل مبهورا وهو يستنسخ الحدث الترامبي نفسه، في التوقيع العلني والاحتفالي لأول مرسوم لبناني يتم توقيعه على هذه الصورة، وذلك لمناسبة توقيع أول مرسوم لاستعادة الجنسية…
الشكليات قد تكون مهمة أو عابرة، والأهم هو المضمون والنتيجة العملية التي تعكس مصلحة الناس والمجتمع. وما من حدث أهم اليوم من التوصل الى توافق حول قانون الانتخاب الجديد…