IMLebanon

الأمل الأخير  

 

هذا الجو المحموم غير مسبوق في لبنان. إذ لم يحدث أن كانت هكذا “حرارة” تدبّ في أوصال هذا البلد الذي يُعاني أزمات آخذة في عناق أزمات، ومآزق ضاربة أطنابها، ورِهانات تكاد أن تكون نسيجَ وحدها، حتى ليبدو القوم وكأنّ كلّاً يُغنّي على ليلاه، وكلّاً يضمرُ الشرّ للآخر، وكلّاً ينفثُ الأحقاد في وجه الجميع تقريباً.

 

فلا أطياف 14 آذار (هل لا تزال هناك 14 آذار؟) موحَّدة الموقف أو على قرار.

 

ولا أطياف 8 آذار (التي لا تزال على حدّ من التماسك) هي أيضاً على وفاق تامّ. علماً أنّ الرئيس نبيه بري هو أول من قال إن المرحلة ستشهدُ بالضرورة سقوط التحالفات المعروفة التي قامت في البلد منذ ما بعد جريمة إغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري.

 

قد نفهم ما يقوله بعض أركان 14 آذار من أنّ التوافق سيكون “بالقطعة” في ما بينهم، وأيضاً الموقف من الحكومة التي يتبنّاها فريق 8 آذار سيكون كذلك بالقطعة. فإن أحسَنَت هنا، في رأيهم، نوّهوا بأدائها. وإن لم تُحسن الأداء ضاعفوا الحملة الشرسة عليها. والحقيقة أنّ الناس غير معنيّة بما بين هذه الأطياف كلّها. فليْس في خلافها أو توافقها ما يسدّ جوعاً أو يروي عطشاً أو يكسو عرياً. فالناس فعلاً وواقعاً في وادٍ آخر خصوصاً مع هذه الأزمة الإقتصادية – الإجتماعية، وهذا التراجع المروّع للعملة الوطنية أمام العملة الخضراء.

 

ويبقى لدى اللبنانيين أمل في القضاء. ونريد أن نراهن على القضاء، لأننا، من موقع الإقتناع، لا نؤمن بأن الذين جاء الخراب على أيديهم، أياً كان إتجاههم وإنتماؤهم، سينقذون وطناً تواطأوا على دفعه إلى الهلاك.

 

نقول: الأمل في القضاء والرهان الوحيد عليه، ونعترف بأننا نضع يدنا على قلوبنا خشية أي دعسة ناقصة… في وقتٍ يقف اللبنانيون حائرين كيف يحصلون على لقمة الكرامة بعدما تنامت هيئات توزيع المؤن (الإعاشة) خصوصاً تلك الإستعراضية بالصوت والصورة.

 

أيها القضاء لا تفجعنا في آخر آمالنا.