Site icon IMLebanon

عقدة لبنانية!  

هل البلد ماشٍ بالمقلوب؟

النواب حضروا الى البرلمان… وتفرّقوا.

تسع عشرة جلسة مرّت.

وغابوا على أمل الجلسة العشرين.

والموعد المقبل في ١١ آذار.

وهو تاريخ صعب ومريب.

في الموعد المحدد أذيع للمرة الأولى البلاغ رقم واحد.

لماذا يكرّر النواب تجاربهم الفاشلة.

القصة، ما عادت قصة حضور النواب الى الجلسات لينتخبوا رئيساً.

المطلوب، إذاً، توافق على ظروف جديدة للانتخاب.

ولا أحد يدري مكامن أسرار هذا التجاهل.

وهذا غير كافٍ للرهان على الموعد المقبل.

لأن الصيغة المطلوبة لا تزال على نار خفيفة.

الخارج مشغول بقضايا أخرى.

أمامه الحوار الأميركي – الايراني.

وعيونه مسمّرة على الاتفاق النووي.

وفي محاذاته اليمن السعيد يحترق.

قبل نصف قرن كان زعماء عدن يصنعون ثورة شعبية في اليمن الجنوبي.

وكان قادتهم من حركة القوميين العرب يلتقون في مقهى متواضع في ميناء طرابلس.

ويوافيهم أحيانا الى هناك، الأستاذ محسن ابراهيم.

بعد خروج بريطانيا من عدن، تركت السلطة للقوى القومية.

لم تعطها لحكومة عبدالغني مكاوي، بل للقادة ذوي الميول اليسارية.

وبعد الاستقلال امتدت المؤامرة الى عدن.

أطاحت بالرئيس علي ناصر محمد.

وقامت المواجهات بين بريجنيف عدن ورفاق الثورة.

وطار علي صالح البيض من موقعه.

واستطاع الرئيس اليمني الشمالي علي عبدالله صالح، ان يدفع بجيش الشمال الى الجنوب، ليقيم دولة الوحدة بين شطري اليمن الشمالي والجنوبي.

إلاّ أن رياح الحرب كانت أقوى وأفعل من طموحات الزعماء الماركسيين في عدن.

أخيراً تخلّى علي عبداللله صالح عن منصبه، لنائبه هادي منصور، ثم انقلب عليه.

وجاء الحوثيون وفرضوا نفوذهم على اليمن الشمالي.

***

هذا في الخارج، فماذا في لبنان.

الجمهورية من دون رئيس.

ولكن ماذا في طرابلس؟

هل تقطيع أوصال العاصمة الثانية، يمهّد لغياب الانصاف، أم لحضوره؟

وهل تكثيف الخطط الأمنية، يحلّ عقدة الاجحاف في التبانة وبعل محسن؟

قبل ٤٨ ساعة قال توفيق سلطان ان طرابلس لا ينقصها ايمان بل إنماء.

وهي لن تكون طرابلس ليبيا، بل تفضّل أن تبقى عاصمة ثانية لا عاصمة أولى.

ومشكلة طرابلس – الشام هي الدولة.

انها تريد قيام دولة تنفذ القانون.

وهذا هو ما تريده من الدولة.

قبل نصف قرن، كان عم توفيق سلطان رئيساً لبلدية طرابلس.

وكان شقيقه الراحل صفوح قائداً سياسياً على غرار والده.

وبعدهما، ها هو أبو راشد يكرّس دوره، في إذكاء العيش المشترك، في المدينة الموحدة على الخير والعطاء وطرد ذهنية الرتابة الرسمية التي جالت وتحول دون انصافها.

هكذا كان توفيق سلطان يسعى مع الرئيسين الشهيدين رشيد كرامي ورفيق الحريري.

أعطى درساً لسواه، ولم يطلب شيئاً لنفسه ولم يطلب صفة الى جانب اسمه، ولم يسع الى زعامة لأنها متوافرة، ولا الى قيادة لأنه قائد.

يدعم الدولة لتعطي المدينة.

ويقف الى جانب رجالات الدولة.

ويؤازر كل مسؤول، ليشدّ من عضده.

وأخيراً كان الى جانب الوزير النقيب رشيد درباس. في انتفاضته على الرتابة السياسية.

كما كان مفوضا للشؤون العربية للحزب التقدمي الاشتراكي في عهد كمال جنبلاط.