IMLebanon

القيادات اللبنانية أمام اختبار الإستجابة للدعوة السعودية

القيادات اللبنانية أمام اختبار الإستجابة للدعوة السعودية

وطي الخلافات بالتوافق على إنقاذ الجمهورية وانتخاب الرئيس

أراد سفير خادم الحرمين الشريفين في لبنان الدكتور علي عواض عسيري، من خلال العشاء الجامع الذي أقامه في دارته في اليرزة الأسبوع الماضي، لما يقارب مائة وخمسين شخصية لبنانية من مختلف الانتماءات والتوجهات، أن يوجه رسالة إلى اللبنانيين جميعاً، بأن المملكة العربية السعودية لم تتخل أبداً عن لبنان وهي ما زالت إلى جانبه، بالرغم من سحابة الصيف التي تظلل العلاقات بين البلدين، لكن السعودية ودول الخليج العربي ليست في وارد إدارة الظهر لتاريخ طويل من العلاقات المميزة التي تجمع بين لبنان وأشقائه الخليجيين على مدى عقود طويلة، لم تقصر خلالها المملكة ودول مجلس التعاون من مد يد العون للبنان والوقوف إلى جانبه في أوقات الشدة والرخاء على حدٍّ سواء.

وعكست كلمة السفير عسيري الطيبة التي خاطب فيها الحضور من القلب إلى القلب، موقفاً سعودياً واضحاً بحرص المملكة على وحدة المؤسسات في لبنان واستقراره وأمنه، من خلال دعوته باسم بلاده اللبنانيين إلى الإسراع في انتخاب رئيس للجمهورية، لأن إطالة أمد الفراغ تحمل في طياتها مخاطر كبيرة على البلد، وبالتالي لا بد للقيادات التي كانت حاضرة في العشاء، أن تبادر إلى القيام بدورها في إزالة العقبات التي تعترض التوصل إلى توافق بشأن الانتخابات الرئاسية التي طال أمدها، بحيث أن الفراغ القائم الذي سيدخل عامه الثالث غداً، ينذر بشل كافة المؤسسات الدستورية وتعطيل ما تبقى من إدارات في البلد، دون أن يبادر المعطلون إلى مراجعة حساباتهم لإخراج لبنان من أزمته ووضعه على سكة الحل، لتطويق تداعيات الأضرار الناجمة عن الحرائق المشتعلة من حوله.

والسؤال الذي يُطرح: هل تبادر القيادات  السياسية التي كانت موجودة على مائدة السفير السعودي، إلى تلقف دعوته والاستجابة إلى رغبة المملكة بإيجاد حل للمأزق الرئاسي الذي سيقود حكماً إلى وضع البلد على سكة التعافي، سيما وأن وجود رأس للدولة يعطي دفعاً قوياً، لكي تمارس المؤسسات السياسية والعسكرية والأمنية دورها بشكلٍ طبيعي؟

وترى أوساط نيابية بارزة كانت في عداد المدعوين إلى العشاء في «بيت المملكة» بلبنان كما تقول لـ«اللواء»، أن الرسالة السعودية التي أراد السفير عسيري توجيهها إلى اللبنانيين، يجب أن تشكل حافزاً لدى القيادات على طي صفحة الخلافات والتعالي على المصالح الضيقة وتوظيف الدعوة السعودية الصادقة في ابتكار صيغ جديدة لتجاوز هذه الخلافات، بما يفسح في المجال أمام التوافق على اسم الرئيس العتيد الذي بإمكانه أن يخرج البلد من أزماته، باعتبار أن مصلحة لبنان يجب أن تكون أولوية، وهنا تأتي بالدرجة الأولى مسؤولية المعطلين لنصاب جلسات انتخاب الرئيس العتيد، سيما «حزب الله» و«التيار الوطني الحر» في تأمين النصاب، تمهيداً لانتخاب رئيس الجمهورية الجديد الذي سيأخذ على عاتقه إعادة توحيد الصفوف ولم الشمل درءاً للمخاطر التي تتهدد لبنان على أكثر من صعيد، مشددة على أن استمرار تمادي «حزب الله» في تصعيده وهجومه على المملكة العربية السعودية ودول مجلس التعاون، لن يساعدا بالتأكيد على إخراج لبنان من هذا المأزق الذي يتخبط فيه منذ وقت طويل، وهذا سيزيد من تفاقم الأمور ويفتح الأبواب أمام احتمالات شتى، لن يكون لبنان قادراً على مواجهتها، في ظل هذا الانقسام الذي يعانيه.

وتؤكد المصادر أن الرسالة السعودية يجب استغلالها، كونها تؤكد على استمرار الدعم الخليجي للبنان وحرص دول مجلس التعاون وفي مقدمها المملكة على تجاوز هذا البلد لأزماته وأولها ضرورة ملء الشغور القاتل، خاصة وأن ظروف المنطقة لا تساعد في توقع قيام بعض المبادرات العربية أو الدولية، لإعادة مد جسور التلاقي بين اللبنانيين لمساعدتهم على انتخاب رئيس جديد، لأن هذه المهمة من مسؤولياتهم وحدهم ومفتاح الحل بين أيديهم.