سياسة تقرير
لم يتوقّع طلاب كلية العلوم الطبية في الجامعة اللبنانية يوماً أن يصلوا إلى مرحلة يصبح فيها مستقبلهم في خطر. تروي مصادر طلابية أنّ مشاكل عدة بدأت تظهر تدريجياً في الكلية مع مخالفة القوانين والأعراف وعدم مراعاة مصلحة الطلاب والكلية في تعيينات رؤساء الأقسام. مستشفى بيروت الحكومي لم يعد، بحسب المصادر، مستشفى جامعياً تابعاً لكلية الطب حصراً بسبب محاصصات ومناكفات سياسية لمصلحة المستشفيات الخاصة، والطلاب لا يعلمون ما إذا كان عدد الأطباء المقيمين والمتدربين في هذا المستشفى أو غيره سوف يُخفض في العام الجامعي المقبل أكثر مما خُفض هذا العام. ومعلوم أن مستشفى رفيق الحريري الحكومي الجامعي وُضع في تصرف كلية العلوم الطبية في الجامعة بناءً للمرسوم 4690 الصادر في عام 1988 ليصبح مركزاً طبياً جامعياً تابعاً للجامعة. إلاّ أن المتخرّجين من أطباء متمرّنين ومقيمين مهدّدون بفقدان عملهم في «مشفاهم» لمصلحة متخرّجي الجامعات الخاصة. وثمّة سؤال يطرحه الطلاب برسم وزيرَي التربية والصحة: «لماذا لا يعيدون إلينا مشفانا؟».
في هذه الأثناء، ألغت مستشفيات عدة مثل مستشفى جبل لبنان، عقودها مع الكلية. بعض المستشفيات الخاصة التي استفادت لسنوات من طلاب الجامعة برواتب زهيدة، تريدهم، كما تقول المصادر، أن يعملوا حالياً في قسم كورونا الذي يجلب لها الأموال من وزارة الصحة، وتصرّ في الوقت عينه على حسم رواتبهم.
الكلية تخسر المستشفيات المتعاقدة معها الواحد تلو الآخر
وفي كل مرة كان الطلاب يشكلون حالة اعتراض في الكلية أو يرفضون المساس برواتبهم، كانت الإدارة والمستشفيات تستخدم نغمة التهديد المتكرّرة «stage invalid» (التدريب غير صالح)، وبالتالي التلويح بالرسوب.
وفي مجال آخر، تشرح المصادر أن إدارة الكلية تقبل 120 طالباً في السنة الثانية (سنة أولى طب)، وتصرّ اليوم على تحديد عدد المقبولين في سنة الاختصاص بـ60 طالباً فقط، سائلة عمّا سيحلّ بالباقين؟ هل يقع على عاتقهم البحث عن مستشفى؟
إلى ذلك، يشكو الطلاب من عدم حصولهم على إذن مزاولة المهنة في السنة السابعة، بخلاف زملائهم في الجامعات الخاصة. ومع أن طلاب الجامعة اللبنانية يخضعون للتدريب في السنتين السادسة والسابعة، إلاّ أن وزارة الصحة لا تقرّ بهذا التدريب ولا تمنح هذا الإذن قبل الخضوع لسنة تدريبية بعد الحصول على الشهادة في السنة السابعة.
لا خطة، كما تقول المصادر، لمستقبل الطلاب وعدد المستشفيات التي سوف تتعاقد معها الكلية وأيّ منها يُسهم فعلاً في تحسين جودة التعليم، إذ أن الكلية مرتبطة بنحو 20 مستشفى «وهي بدأت تخسرها الواحد تلو الآخر من مستشفى المقاصد إلى مستشفى جبل لبنان، فيما يتجه مستشفيان متعاقدان مع الكلية إلى الإقفال».