Site icon IMLebanon

جهات لبنانية عن مسؤولين غربيِّين: دعم إستقرار لبنان ومنع سقوطه

 

برزت سلسلة مواقف ومحطات إيجابية مؤخراً على ضوء الجلسات الوزارية المفتوحة بين بعبدا والسراي من خلال إقرار التعيينات الإدارية بعد التعيينات القضائية واختيار الأكفاء ومن لهم باع طويل في الحقل القضائي، ما أدى إلى ارتياح على المستويين السياسي والشعبي، في وقت أن التعيينات الإدارية والتي ستتواصل في المرحلة المقبلة على مستويات الفئة الأولى كما تشير المعلومات، وهذا ما سيؤدي إلى التزام لبنان تجاه الدول المانحة في مؤتمر سيدر وحيث يذهب رئيس الحكومة سعد الحريري إلى باريس وفي جعبته خطوات من شأنها أن تصب في خانة التزام لبنان بالعملية الإصلاحية الإدارية والمالية من التعيينات إلى إجراءات على غير مستوى وصعيد، وبالتالي إن بعض الاعتراضات السياسية إنما هي أمر طبيعي يحصل في كل الحكومات ولا ينحصر في الحكومة الحالية.

 

وفي المقابل، فإن مخاوف لبنان من تصعيد إسرائيلي أو تأثره جراء ما يحصل في الخليج وصولاً إلى العقوبات المتنامية التي تفرضها الإدارة الأميركية على إيران وحزب الله، فهذه المخاوف تبددها جهات سياسية فاعلة تنقل عن مسؤولين أميركيين وأوروبيين أن المجتمع الدولي ما زال على مواقفه التي تدعم استقرار لبنان وتجنبه أي حروب، والدلالة على ذلك كثافة الاتصالات التي تقاطعت بين واشنطن وموسكو وباريس للجم أي عدوان إسرائيلي على لبنان بعد سقوط الطائرتين المسيرتين في الضاحية الجنوبية ورد حزب الله بإسقاط طائرة مسيرة إسرائيلية، ما يعني أن قواعد الاشتباك الإقليمي مضبوطة وعواصم القرار ترى أن المرحلة الراهنة بكل تجلياتها وتشعباتها تستبعد أي حرب في لبنان على الحدود مع إسرائيل، وما يجري كان تصعيداً له خلفياته الانتخابية الإسرائيلية، إضافةً إلى ما يعانيه لبنان من أوضاع اقتصادية ومالية صعبة ووجود أكثر من مليون ونصف نازح سوري على أراضيه، فهذه العوامل يأخذها المسؤولون الأميركيون والأوروبيون بعين الاعتبار، ولهذه الغاية نجحت الاتصالات الداخلية عبر الرؤساء والديبلوماسية اللبنانية في تجنيب لبنان أي حرب لا يمكنه تحملها واستيعابها في الظروف الاستثنائية التي يعيشها.

 

وفي سياق آخر، فإنّ زيارة رئيس الحكومة إلى باريس لا تتعلق فقط بالمسائل المالية والاقتصادية وتحديداً ما يتعلق بأموال سيدر وإن كانت جزءاً أساسياً من هذه الزيارة والمباحثات التي سيجريها مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والمسؤولين عن سيدر وفي طليعتهم مستشار هذا المؤتمر السفير بيار دوكان، بل ثمة عناوين سياسية أساسية سيبحثها الحريري مع الرئيس الفرنسي على ضوء ما جرى في الآونة الأخيرة من تصعيد إسرائيلي وحيث ما تزال هذه المخاوف قائمة على الرغم من كل التطمينات حيث سيطلب دعم باريس في هذا الإطار.

 

وأخيراً، تبقى الأجواء الراهنة بكل تلاوينها وتشعباتها موضع ترقب وحظر وإن برزت الإيجابيات على غير صعيد لأنّ لبنان يعيش حالة انقسامية على خلفية الموقف الإقليمي والعقوبات الأميركية التي تتفاعل على طهران وحزب الله وحيث تترك انعكاسات سلبية على غير صعيد ومسار داخلي وإقليمي في ضوء هذه التحولات في المنطقة، ما يعني أن زيارة الحريري إلى باريس والتحركات باتجاه الخارج من شأنها أن تساعد على تحصين الوضع اللبناني في مواجهة هذه التحولات الإقليمية.