IMLebanon

للصبر اللبناني حدود !!

جاء في زيارة عمل.

ورحل من دون أن يعمل شيئاً للبنان.

ترك في لبنان آثاراً طيبة لزيارته، لكنه لم يترك حصيلة يتباهى بها.

ربما، كان في نيته أن يبقى أربعة عشر عاماً في الإليزيه.

أو أن يكون على غرار القائد الاشتراكي فرنسوا ميتران، ليظل في صفوف العظماء.

لكنه رحل بهدوء.

لم يكن على غرار جنرال فرنسا العظيم شارل ديغول، وليس على صورة خليفته.

ربما، من حسن حظه، أنه جاء الى لبنان، وليس فيه رئيس للجمهورية.

وربما، من سوء حظه، أنه قام ب زيارة عمل، لا بزيارة رسمية، لأن ليس أسوأ من الوضع اللبناني، سوى مرور عامين، على غياب رئيس للبلاد في جمهورية تعيسة يبحث قادتها عن رئيس.

عادةً يزور رئيس فرنسا البلاد، ترميماً لوضع متدهور.

لكن، من سوء طالعه، أنه حضر الى بيروت، في إطار زيارة للشرق الأوسط، سعياً وراء حل لأزمة اللاجئين السوريين الى لبنان، كما الى سواه.

كان جاك شيراك زعيم الديغولية الجديدة يريد دوراً كبيراً في لبنان الصغير.

لكنه اخترع مهمة دولية، أكبر منه ومن لبنان.

وبدلاً من أن يزور لبنان، تكريماً للرئيس الشهيد رفيق الحريري، جعل الأمم المتحدة تحمل اليه هدية العمر، واسمها القرار ١٥٥٩، الذي قضى بانسحاب سوريا من لبنان، لا بالانكفاء من ضهر البيدر الى البقاع.

طبعاً، سوريا لم تكن تهضم لبنان كما هو، فكيف لها أن تشبع من التهام الوطن الصغير، وهي جائعة الى لبنان الكبير.

ذلك، هو موضوع العصر الذي لا حل له ولا مراعاة!!

كان رفيق الحريري يخوض معاناة صعبة مع الرئيس حافظ الأسد.

لكن المعاناة تحولت الى معاناة ثابتة مع الحكم السوري، لا يستطيع أن يقول لا لحاكم دمشق، ولا يود أن يعطيه أكثر مما أخذ ويأخذ.

لم يكن همّ الرئيس الحريري تطويب لبنان لسوريا.

إلا أن همه الأكبر، كان معالجة التفاهم الصعب بين بيروت ودمشق.

والعقدة الأكبر الآن، كيفية التوصل الى حل، في جنيف أو سواها، ل التوافق على حل يريده الرئيس بشار، حافظاً لمكانته ولدوره في مستقبل سوريا، أو على حل لا مكان فيه له، ولا دور له في مستقبل سوريا.

هل يكتفي فرنسوا هولاند، بزيارة لم تترك له أثراً طيباً، لا في دمشق ولا في حلب أو حمص؟

إلا أن بيروت الصابرة، مستعدة للصبر، وإن كان له حدود.

والمشكلة الآن أن سوريا، لا تحسب للسياسة نعمة الاعتدال بل ان الاعتدال عندها هو ما تطلبه للمعارضة السورية من أدوار.

دمشق، كما عرف هولاند، هي التي تسمح للمعارضة بمواقف.

وكل ما عداها هو الانحراف الداعشي الذي ترفضه بقوة، وتتجاهله عند المفاوضة.

وهذا هو التباين السياسي الذي جعل فاروق الشرع في الاستيداع، وعبد الحليم خدام في باريس.

هي قصة معقدة، الا ان دمشق تعودت على التعقيدات.