Site icon IMLebanon

«بتستاهلو»   

 

 

يزعم ديبلوماسي أوروبي، معتَمَد في لبنان، أن اللبنانيين مجموعات من البشر قد تكون أكثر شعوب المعمورة، في زواياها الأربع، استحقاقاً لِمَ حلّ وسيحلّ بها من كوارث ونكبات، وربما كان الآتي أعظم!.

 

ويشرح وجهة نظره، هذه، فيقول: من خلال تجربتي طوال أربع سنوات في بلدكم تبين لي أن اللبناني من أكثر المجموعات السكّانية عدم اكتراث فعلي بمصلحته:

 

أولًا – لم التقِ أحداً في لبنان، أمواطناً عادياً كان أم صاحب موقع ما، إلا استمعت إليه يشكو أمامي الطبقة السياسية، ويرميها بكل فرية أو تهمة، حتى لَيُخَيّلُ لي أنه كافرٌ بهذه الطبقة، وعند الجد تراه مستعدّاً لان يموت في سبيل الزعيم الذي ينتمي إليه.

 

ثانياً – أنتم البلد الوحيد، في العالم، الذي يعرف المواطن فيه أن زعيمه فاسد (وبعضهم طالعة ريحتو فساداً وتجاوزاتٍ وارتكابات) ومع ذلك يصوّت له في الانتخابات النيابية. وفي تقديري هذه ظاهرة مَرَضيّة.

 

ثالثاً – إن ما حلّ بلبنان وأهله كفيلٌ النذر اليسير منه ليشعل ثورة، بالمعنى الحقيقي للكلمة، والواقع أنكم بادرتم ذات شهر تشرين في انطلاقة مجيدة، ثم بدا عليكم وكأنكم ندمتم فحوّلتم تلك الانتفاضة الرائعة إلى وبالٍ عليكم وعلى بلدكم.

 

رابعاً- حدث مرة أن كان أحدهم يزورني بناء على موعد، وتوافقت الزيارة مع «حفلة « حرب كلامية، وردود وردود على الردود، بين المرجعية التي ينتمي إليها الزائر (هو، بالمناسبة، متمول كبير في دنيا الاغتراب) وبين قيادي آخر، فتحدثنا بالحرب الكلامية، وأذهلني أنه لم يُعارض أي كلمة مما قاله الخصم في معلّمه، ولكنه تدارك قائلاً إنه، رغم ذلك سيظل يؤيده، ويقوم بِـ»الواجب». وسألته: لماذا؟ فأجابني: نكاية بالطرف الآخر!.

 

خامساً – إن التدهور الاقتصادي المالي المنعكس كارثةً موصوفة على حياة الناس لم تترتب عليه أي ردة فعل، هي مشروعة بالتأكيد، بالرغم من أن هذا الانهيار هو نتيجة الفساد السياسي المستشري منذ عقود، والذي دفع الناس ضريبته العالية جداً، ليثري الفاسدون ويتنعمون بغنائم فسادهم، ويتوافق هذا كله مع فقدان العملة اللبنانية قيمتها، والناس تقبل أن يرتفع سعر صفيحة البنزين من عشرين ألف ليرة إلى أربعماية ألف… وأنتم تتصارعون، حتى سفك الدماء، على أي زعيم هو الأفضل.

 

وختم الديبلوماسي الأوروبي قائلاً بما يشبه اليأس: بتستاهلو .