IMLebanon

حزب الله على خط المعالجة بين حليفيه… «ممنوع الإنجرار خلف المغامرات الخطيرة»

فرنجية «مُستحق»… وباسيل ماض في اعتراض مسار ترشحّه

 

لم يتحقق بعد اي إختراق جدي وفعلي في شأن إتفاق كل مكونات ٨ آذار لترشيح سليمان فرنجية، على الرغم من معرفة الجميع ان الثنائي الشيعي يميل الى خيار رئيس «المردة» على اعتبار ان حظوظه الرئاسية أعلى من رئيس تكتل لبنان القوي النائب جبران باسيل، لكن الأمور لا تزال مكانك راوح، ولم يقدم الحزب على تسمية فرنجية مراعاة للحليف في ميرنا الشالوحي. مع العلم ان موافقة باسيل كفيلة بمنح فرنجية لقب الرئيس الجديد للجمهورية.

 

ومع تقدم الوقت، فأن المشهد بين الحليفين يزداد تعقيدا ، وكان ينقص المشهد المترنح بينهما، ان يبادر باسيل قبل فترة الى الهجوم على فرنجية من العاصمة الفرنسية، ليرد عليه النائب طوني فرنجية، لكن من دون ان تندلع مواجهة قاسية بين الطرفين نزولا عند تدخل حزب الله، رغم معالم الإستياء والتشنج، وعدم تقبل مناصري «المردة» كلام باسيل الأخير، إلا ان ردات الفعل من قبل الجمهور «المردي» بقيت منضبطة ولم تنزلق الى مستوى الإساءة.

 

الواضح كما تقول مصادر سياسية عملت على خط الوساطة، ان الأمور لم تعد صالحة للمعالجة بين الحليفين، وينقل العارفون عما يحصل في الغرف الضيقة لـ «التيار الوطني الحر» أن رئيس التيار اتخذ القرار بفرملة ترشح فرنجية ونقطة السطر. وينقل أيضا ان ممانعة باسيل قائمة على وقائع وأسباب، ومخطىء من يعتقد ان الوقت كفيل بإزالة الألغام والعوائق، ليصبح باسيل أكثر مرونة وتقبلا لفرنجية، «فما كتب قد كتب» رئاسيا بين الحليفين. حتى ان هناك من بدأ يلمّح في التيار الى أفق مسدود وانقطاع التواصل نهائيا بين الحليفين، بحيث يمكن الجزم ان الطريق بين معراب وزغرتا أسهل منها وأقرب بالنسبة الى «المردة» من ميرنا الشالوحي .

 

من هذا المنطلق، يقول المتابعون ان وضعية فرنجية الرئاسية لم يطرأ عليها بعد أي تطور إيجابي جديد، في ظل استمرار ممانعة باسيل وصوله الى الرئاسة الأولى، مع انه المرشح المفضل لحزب الله، إلا ان ترشيح فرنجية يصطدم ببقاء السقوف عالية بين «المردة» و»التيار».

 

التباعد بين حلفاء ٨ آذار لم يعد سرا، فما يريده الثنائي الشيعي رئاسيا، يختلف عن أجندة «التيار الوطني الحر»، وبشكل أوضح فان الثنائي لديه مرشحه الرئاسي الذي لن يسمي غيره راهنا، إلا ان حزب الله لم يوفق بعد في جمع حليفيه، على الرغم من تدخله لتقريب المسافة رئاسيا بينهما، من منطلق ان خيار فرنجية يصب في خانة مصلحة ٨ آذار وخطها السياسي، ولا يزال الحزب يفشل في انتزاع موافقة باسيل، المصرّ على ترداد دعمه الرئيس الإصلاحي البعيد عن المنظومة.

 

مع العلم، ان ما يقوله رئيس التيار ليس السبب الحقيقي والوحيد لممانعته وصول فرنجية، فالواقع ان عوامل أخرى تقف خلف هذا الموقف، فباسيل يرى ان فرنجية يشكل خطرا على مستقبله السياسي، فلا شيىء يضمن ان لا ينقلب عليه كما حصل مع الرئيس ميشال عون، عندما تحول رئيس «المردة» خصما ولم يقف الى جانب العهد وفريقه السياسي، أضف الى ذلك ان رئيس «التيار الوطني الحر» يرى ان فرنجية هو مرشح عين التينة، ولذلك هو متخوف من تشكل جبهة سياسية ضده تضم ثلاثي بري وجنبلاط وميقاتي .

 

لا يزال حزب الله يمسك العصا من وسطها بين حليفيه في عين التينة وميرنا الشالوحي، وكان أوفد رئيس وحدة الارتباط والتنسيق في الحزب الحاج وفيق صفا الى ميرنا الشالوحي قبل جلسة الإنتخاب الخامسة للوصول الى قواسم انتخابية مشتركة من دون جدوى، حيث ظهرت ممانعة باسيل وبقائه على موقفه بوضوح، مما يجعل الوضع دقيقا ومعقدا  داخل ٨ آذار، فرئيس «تيار المردة» يعتبر الرئاسة حقا طبيعيا له هذه المرة، بعد ان سحبت منه في الإنتخابات الرئاسية الماضية .

 

يخوض حزب الله مفاوضات على جميع الجبهات، إلا ان جبهة حليفيه هي الأصعب، لأنه ليس في وارد ان يخسر أحدهما ، فسليمان فرنجية «مستحق» رئاسيا بعد ان تنازل عن الرئاسة في الإنتخابات الرئاسية الماضية ، ومع التيار الوطني الحر مسيرة سياسية طويلة انتجت اتفاقا سياسيا واستراتيجيا عميقا، ومن مصلحة حزب الله إبقاء حليفه المسيحي قويا في مواجهة تكتل «الجمهورية القوية» ونواب «التغيير»، إلا ان الحزب كما يقول المتابعون لا يمكن ان ينجر وراء مغامرات النائب باسيل التي ستؤدي الى تهالك فريقهم السياسي، كما لا يعتبر نفسه مسؤولا مباشرا عن انعدام حظوظ باسيل الرئاسية، خصوصا ان للتيار عداوات كثيرة في الداخل.