IMLebanon

الصيف اللبناني بلا خرق رئاسي

يشير تقرير ديبلوماسي أوروبي إلى أن الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند ووزير خارجيته لوران فابيوس تمنيا على الرئيس فلاديمير بوتين ووزير خارجيته سيرغي لافروف التحرك لدى الجانب الايراني للمساعدة في ايجاد مخرج للملف الرئاسي اللبناني، على ان يتولى الجانب الفرنسي التواصل مع القيادة السعودية في محاولة لفتح أبواب التسوية الرئاسية، وبالفعل، هذا ما حاوله هولاند في زيارته الأخيرة إلى الرياض، وفي المقابل، أبلغ الجانب الروسي دوائر الإليزيه أنهم سيتكلمون مع الإيرانيين، «ولكن ليس بالضرورة ان تكون النتائج ايجابية».

يضيف التقرير ان التواصل الدولي بشأن الملف الرئاسي اللبناني قائم، وما يلفت الانتباه هو استقالة الادارة الأميركية الكلية، بحيث يغيب العنوان الرئاسي اللبناني عن البيانات الرسمية باستثناء الاطلالات شبه الموسمية للسفير الاميركي دايفيد هيل من بيروت وتضمّين بياناته المكتوبة اشارة الى ضرورة الاسراع في انتخاب رئيس للجمهورية!.

وحسب التقرير نفسه، فان الفرنسيين مشدودون في هذه المرحلة الى السعودية وباقي دول الخليج، لجهة ابرام صفـقات تسليح أعادت انعاش الاقتصاد الفرنسي، «فالرئيس هولاند أعاد تزخيم مصانع الاسلحة الفرنسية كما حقق مؤشرات اقتصادية ايجابية أعادت رفع أسهمه في الشارع الفرنسي، بعد أن كانت بلغت مستويات غير مسبوقة نزولا».

ويؤكد التقرير ان ذلك «يعني بأن الاهتمام الفرنسي بلبنان، ولو من دون خطة، هو اهتمام مضمونه خليجي، ولذلك، من أسهل الأمور رمي المسؤولية على المسيحيين على اختلاف مواقعهم السياسية والدينية، ولكن هذا الأمر ان دل على شيء انما عن عجز فرنسا عن القيام بأي جهد نوعي لانهاء حالة الشغور وتعطيل المؤسسات في لبنان».

ويشير التقرير الى ان السفير الفرنسي الجديد المعين ايمانويل بون الذي سيخلف السفير الحالي باتريس باؤلي سيوضع الملف الرئاسي في عهدته، لكنه لن يحضر الى لبنان قبل ايلول المقبل، اذ أنه بعد مغادرة باؤلي، سيتسلم القائم بالاعمال مهام السفير لمدة شهرين، اي خلال الصيف، بينما يحضر بون الى بيروت لاستلام مهامه في ايلول بعد الاجتماع السنوي للسفراء الفرنسيين مع هولاند، وبما ان ترتيب ملفاته والقيام بالزيارات البروتوكولية سيحتاج بعض الوقت، فان انطلاق بون في عملية مقاربة الملف الرئاسي ستبدأ مطلع الخريف».

هذه حال التعامل الفرنسي مع الأزمة الرئاسية، غير أن ذلك لم يمنع الموفد الفرنسي جان فرنسوا جيرو من طلب مواعيد مع المسؤولين اللبنانيين، بدءا من الخامس من حزيران الحالي، وهو مهد لها بعدم قطع خطوط التواصل بينه وبين العاصمتين الايرانية والسعودية.

في محصلة التقرير الديبلوماسي، اجواء باريس الرئاسية تشاؤمية. «فالكل هناك مقتنع بأن الصيف اللبناني سيمضي من دون اي خرق اساسي كون الاهتمامات الفرنسية والدولية في مكان آخر».