IMLebanon

ضغط لبناني على القوى الإقليميّة المعنيّة بالملف الرئاسي

ترتدي الإشارة القوية التي أطلقها الرئيس سعد الحريري باتجاه الإستحقاق الرئاسي، طابعاً بالغ الأهمية في ضوء استمرار انسداد الأفق على مستوى التوافق الداخلي بين المسيحيين، أو بين كل اللبنانيين على انتخاب رئيس للجمهورية في وقت قريب. وقد قرأت مصادر سياسية مسيحية في إعلان الرئيس الحريري عن أن الهدف الثاني الرئيسي من حوار تيار «المستقبل» مع «حزب الله»، هو الإتفاق على إنجاز الإستحقاق الرئاسي من خلال التفتيش عن تسوية أو مخرج سياسي جامع وليس فقط مسيحي، تسمح بتذليل كافة العقبات الداخلية والخارجية من أمام مسيرة الإنتخابات الرئاسية. وأضافت أن موعد وضع حدّ نهائي وحاسم للشغور الرئاسي قد اقترب، وذلك بصرف النظر عن الظروف الخارجية التي تعيق توافق الداخل، ويعود ذلك إلى خطورة الوضع الداخلي بعد وصول كافة المحاولات «الرئاسية» لتحقيق النصاب النيابي في مجلس النواب في كل جلسات الإنتخاب إلى حائط مسدود. وكشفت أن تزامن وجود الرئيس الحريري في بيروت عشية جلسة نيابية جديدة لمحاولة انتخاب رئيس للجمهورية، قد يُعتبر عنصراً إيجابياً ومشجّعاً على تأمين ظروف سياسية توافقية، لكنها استدركت في الوقت نفسه، أن الطريق إلى التسوية «الرئاسية» ما زالت طويلة لأن رسالة الحريري في هذا المجال، لن تلقى أصداءً إيجابية سريعة كما يأمل الرأي العام اللبناني عموماً، والمسيحيون خصوصاً.

من هنا، فإن الظروف الداخلية في المرحلة المقبلة، وبعدما وُضع الملف الرئاسي على سكة «الواقعية» في حوار «المستقبل» ، «حزب الله»، كما أضافت المصادر السياسية المسيحية، باتت أمام معادلة جديدة، ذلك أن كلام الرئيس الحريري أتى في سياق سلسلة مواقف لـ «حزب الله» بشكل خاص، تناولت الإستحقاق الرئاسي خلال اللقاء الذي جمع الأسبوع الماضي شخصيات من الحزب مع أعضاء لجنة الحوار المسيحي ـ الإسلامي، والذي يضم فاعليات دينية مسيحية تمثّل بكركي، كما المجتمع المسيحي. ولفتت إلى أن طرح الإنتخابات الرئاسية في اجتماع لجنة حوار بكركي ـ «حزب الله»، وإن تم بشكل سريع وبقي من دون أي إجابات نهائية وحاسمة من قبل الحزب، هو كفيل بأن يجعل من هذا الملف بنداً مطروحاً في كل اللقاءات والمشاورات الجارية على المستويين المسيحي ـ الإسلامي، كما الإسلامي ـ الإسلامي، وذلك بموازاة التشاور المسيحي ـ المسيحي، وإن كان بند رئاسة الجمهورية لا يزال يراوح مكانه في المشاورات الجارية بين «التيار الوطني الحر» و«القوات اللبنانية».

وفي سياق متصل، لاحظت المصادر السياسية المسيحية نفسها، أن كل الأطراف الإقليمية المعنية بالإستحقاق الرئاسي، تعمل على ترتيب ظروف التسوية الداخلية، ولو بشكل هادئ وبعيد عن الأضواء. وأكدت أنه على الرغم من غياب الإشارات الخارجية عن حصول تقدّم في هذه التسوية، فإن الواقع السياسي والأمني الداخلي، وخصوصاً في ظل استفحال الأزمة الحكومية، يضغط بقوة على الأطراف الإقليمية والدولية الراعية للإستحقاق باتجاه المسارعة إلى إنضاج ظروف التسوية بعيداً عن المزايدات السياسية، وإن كانت العقدة الرئيسية التي لا تزال تؤخّر حصول تقاطع بين هذه الأطراف، تتركّز في الإتفاق الغربي مع إيران حول برنامجها النووي. وانطلاقاً من تحديد أسباب الأزمة الرئاسية بالظروف الإقليمية، وجدت المصادر نفسها، أن إطلاق الإشارات الإيجابية حول التسوية من قبل الرئيس سعد الحريري بالأمس، ومن قبل الموفد الفرنسي جان فرانسوا جيرو الأسبوع الماضي، ينبئ بمقاربة مقبلة للإستحقاق الرئاسي، وإن لم يكن الحلّ قريباً.