Site icon IMLebanon

الموقوفون اللبنانيون في السعودية… الملف الى “الحلحلة” والإفراجات تتوالى 

 

 

10 اشهر ونيف، مرت على “اللقاء التاريخي” بين وزيري خارجية إيران حسين أمير عبد اللهيان والسعودية فيصل بن فرحان آل سعود في بكين في 6 نيسان ، وهو اللقاء الرسمي الاعلى مستوى ديبلوماسياً منذ 7 اعوام.

 

وإذا كانت مفاعيل اللقاء لا تزال محصورة بين البلدين، وفي ملفات تهمهما على المستويات الامنية والديبلوماسية والتجارية، وامور تعنى بموسم الحج واعادة التبادل الديبلوماسي وتنشيط الزيارات الرسمية، وهو يتعزز في الفترة الاخيرة بين البلدين ، فإن لهذا التقارب انعكاسات في تخفيف بعض “التشنجات” السنية – الشيعية في المنطقة، لا سيما بعد الحرب الكونية المستمرة على سوريا، وما تلاه من صراع مع التكفيريين و”داعش” و”النصرة” واخواتهما، وتصدي محور المقاومة والدولة السورية وايران وحزب الله وفصائل الحشد الشعبي في العراق لهم.

 

وعلى المستوى اللبناني، تؤكد اوساط ديبلوماسية لبنانية ومتابعة لملف الموقوفين اللبنانيين في دول الخليج العربي لا سيما السعودية، وغالبيتهم من الطائفة الشيعية، ان التقارب الايراني- السعودي يخفف من وطأة الاجراءات المتخذة بحق موقوفين لبنانيين شيعة في السعودية. وتكشف الاوساط ان وبحسب متابعتها للملف ومراجعتها المعنيين في السعودية، تبين وجود 90 موقوفاً لبنانياً من الطائفة الشيعية، عدد قليل منهم موقوف  لاسباب جنائية وجرائم مالية او دعاوى تجارية، بينما الغالبية موقوفون لاسباب امنية او سياسية وتتعلق بـ”امن الدولة”.

 

وتشير الاوساط الى ان السلطات السعودية اطلقت منذ ما يقارب الاسبوعين سراح الموقوف اللبناني لديها مروان ضاهر، وهو يتحدر من بنت جبيل، وكان موقوفاً هو وزوجته في السعودية منذ شهر تشرين الاول الماضي، وقد غادر هو وعقيلته السعودية وهما في لبنان الآن. كما تكشف الاوساط ايضاً عن توقيف السلطات السعودية لثلاثة اشقاء من آل الحاج في شهر تشرين الاول الماضي، والثلاثة يعملون في التجارة ويقيمون منذ اكثر من 40 سنة في السعودية.

 

وتشير الاوساط الى ان العمل اللبناني مستمر لإطلاق سراح الاشقاء الثلاثة قريباً، ويعمل على الملف كل من وزارة الخارجية اللبنانية واللواء عباس ابراهيم بما له من علاقات شخصية، وبحكم موقعه السابق كمدير للامن العام تسعة اعوام.

 

وفي ايلول الماضي بدأت “سبحة الافراج” عن لبنانيين شيعة ومن الجنوب، حيث افرجت السلطات السعودية عن تاجر المجوهرات علي توفيق مازح، الذي اعتقل في 13 كانون الثاني 2014 في جدة، حيث دهمت قوة أمنية منزله واقتادته بداية إلى سجن جدة ثم إلى سجن دهبان المخصص للمعتقلين الأمنيين والسياسيين. هذه المعلومات علمت بها أسرته بعد مرور ثمانية أشهر على توقيفه، حيث فقدت خلالها الاتصال معه ورفضت السلطات إبلاغها بمصيره.

 

ونقلت عائلته عن المحققين أن مازح متهم بتحويل أموال إلى حزب الله. ورفعت العائلة فواتير تثبت أن المبالغ المحوّلة إلى لبنان مرسلة إلى عدد من كبار تجار المجوهرات ولزوم شراء محال في وسط بيروت. وكان من المفترض ان ينتهي حكم مازح (10 سنوات) بتهمة “نشر التشيع” في السعودية في تشرين الاول 2023 واطلق سراحه قبل ذلك بشهر واحد، كما سمح لأحد اشقائه بمغادرة السعودية بعد ان كان في الاقامة الجبرية لتسع سنوات ايضاً.

 

 

تجدر الاشارة الى ان عدد الجالية اللبنانية في السعودية، يناهز الـ250 الفاً منهم 70 الفاً من الطائفة الشيعية، ومنهم رجال اعمال لبنانيون وشيعة ومن الجنوب ويملكون استثمارات كبيرة، كما ان هناك موظفين لبنانيين وشيعة في قصر اليمامة والدوائر المالية والحكومية السعودية.