Site icon IMLebanon

الواقعية اللبنانية… وخطرا العجز والفوضى

أضحى مبارك على الجميع.

يمكن القول إنَّ شهر أيلول قد انتهى وإنَّ العيون على تشرين الأول. أيلول القلاقل والإضطرابات إستقرَّ على السقوف التالية:

السلطة، في الأساس، أعطت ما لديها، وهي مبدئياً وعملياً لا تمتلك ناصية القدرة لأنها منذ تكوينها مشوبة بعيب العجز والتشتت وعدم الرؤية. هذا هو واقعها ويُتوقَّع أن تستمر هكذا إلى حين خلقِ واقعٍ جديدٍ، الذي هو انتخاب رئيس جديد للجمهورية.

القلاقل والإضطرابات التي أُعطيت مسمَّيات شتى، منها الحِراك وغيرها، بلغت السقف الأقصى الذي تستطيع بلوغه، ولولا أخطاء بعض السلطة في التعاطي مع هذه القلاقل والإضطرابات لكانت انخفضت أكثر من ذلك بكثير.

هكذا يعود الوضع إلى الواقع الذي رددناه أكثر من مرة ومفاده أن عجزين لا يصنعان حلاًّ، فالسلطة في عجز والقلاقل والإضطرابات في عجز، فماذا بعد ذلك؟

السلطة ستبقى تحاول، وهي مضطرة إلى الإستمرار في المحاولة لأنَّ ليس لديها خيارٌ آخر، فلا سلطة تنفيذية في الوقت الراهن إلا هذه السلطة، ولا إمكانية لإعادة تكوين السلطة إلا بانتخاب رئيس جديد للجمهورية، لذا فإنَّ رئيس الحكومة تمام سلام مُدرِكٌ لهذه الحقيقة وهو يتحرَّك على أساسها، وبهذا المعنى فهو للسنة الثانية على التوالي يزور نيويورك لترؤس وفد لبنان إلى إجتماعات الجمعية العمومية للأمم المتحدة، علماً أنَّه كان بالإمكان أن يلقي كلمة لبنان سفير لبنان في الأمم المتحدة، لأنه ثبت أن هذه الزيارات الفضفاضة لا تُقدِّم ولا تؤخِّر بل كل ما في الأمر أنها تزيد من النفقات على الخزينة اللبنانية من دون طائل.

وما ينطبق على عجز السلطة التنفيذية، ينطبق بالمعنى ذاته على جماعة القلاقل والإضطرابات:

لقد وصلوا إلى أقصى ما يمكن أن يصلوا إليه. فماذا بعد الإعتصامات والتظاهرات والإصطدام بالقوى الأمنية والدخول إلى الأماكن العامة وأحياناً المستثمرة بطرق عشوائية وفوضوية وغير لائقة؟

ما هي أولوية هؤلاء؟

ماذا يمكن أن يفعلوا بعد أكثر مما فعلوا؟

بعد كل الذي جرى، لا بدَّ من طرح النصيحة التالية:

هدِّئوا من روعكم. عودوا إلى الواقعية، تعلَّموا من الدروس العديدة ممن سبقوكم في هذا الوطن، فلا الإنقلابات تنفع ولا العصيان ينفع، ولا إقفال الطرقات ينفع، ما ينفع هو هذه الديمقراطية اللبنانية التي اعتدنا عليها، وهذه الديمقراطية بقيت صامدة على رغم كلِّ ما مرَّ على لبنان من أهوال وفظائع.

رجاءً عودوا إلى رشدكم، الفوضى والعجز لا ينفعان.