IMLebanon

حقوق اللبنانيين بين  لبنان المقيم ولبنان المغترب

… وتبقى حكاية الأمل تُروى على رغم كلِّ محاولات اليأس والتيئيس. وتنقلب أسطورة طائر الفينيق المنبعث من بين الرماد، من رواية خيالية إلى قصة واقعية:

إيفا ناصيف، فيصل الخوري، زياد أبو لطيف، مروان طبارة. أربعة أسماء لبنانية ليس فيها إبنُ زعيم أو وارث سياسي أو حديث النعمة أو أن الواسطة حملته إلى الشهرة. أربعةُ لبنانيين حملتهم الحروب المتتالية إلى التفتيش عن حاضر ثم عن مستقبل ثم عن أمل بالحياة ثم عن وطن.

إيفا ناصيف أقلعت من عين الدلب في شرق صيدا، وزياد أبو لطيف من عيحا البقاع، وفيصل الخوري من شربيلا عكار، ومروان طبارة من بيروت. جهدوا وثابروا. لم يُعطِهم وطنهم الأول شيئاً سوى بطاقة الهوية وجواز السفر، ففتشوا في مقابلها عن تأشيرة إلى أيِّ بلد يحمي رأسهم وبطاقة سفر توصلهم إلى ذلك البلد.

ليسوا من أجيال الهجرة الأولى بل جميعهم من جيل الحرب، بدليل أنهم تركوا لبنان في مطلع التسعينيات من القرن الماضي، فتوزعوا بين لافال في كيبك والبرتا وأدمونتون، في كندا، ولم يمر ربع قرن حتى صاروا نواباً في مجلس النواب الكندي.

لو بقيت إيفا في عين الدلب لكانَت دقَّت باب هذا السياسي أو ذاك لتجد عملاً في اختصاصها وهو التمريض، ولو بقي زياد أبو لطيف في عيحا لكان جالساً يفتِّش عن عمل، ولو بقي فيصل الخوري في شربيلا عكَّار لكان أقصى طموحه أن يصل إلى طرابلس ثم إلى بيروت ليجد عملاً، ولو بقي مروان طبارة في لبنان لكانت أزقة بيروت اجتذبته.

طاروا إلى كندا، كلٌّ بحسب ظروفه، فاستقبلتهم القوانين المرعية الإجراء، ثابروا واجتهدوا فوصلوا إلى البرلمان الذي يضمُّ نحو 330 مقعداً، وليس قليلاً أن يملأ أربعة من هذه المقاعد لبنانيون، والكوتا النسائية واحدة على أربعة.

نعم هناك أمل، إنْ لم يكن في لبنان فعلى الأقل في اللبنانيين، والمقيمون ليسوا أقل مثابرةً وجهداً من المغتربين، فبين المقيم والمغترب هناك جسر تكامل، ولكن أليس من باب المفارقة أنَّ المغترب يستطيع أن يصبح نائباً في البرلمان الكندي فيما مازلنا في لبنان نفتش عن بندٍ في قانون يُعطي الحقَّ للمغتربين في الإقتراع؟

أليس من باب المفارقة أنَّ اللبناني له الحق في كندا في أن يصبح نائباً فيما في لبنان يجاهد ليكون مقترعاً؟

وبعد، هل يسأل أحدٌ لماذا يهاجر اللبنانيون؟

في المقابل، ماذا نجد في لبنان؟

مجلس النواب لا يجتمع إلا للتجديد لنفسه أو للجانه النيابية، هذا ما حصل أول من أمس الثلاثاء حين اجتمع في جلسة للتجديد للجان النيابية التي لا تجتمع في الأصل! وفي اليوم التالي، أي أمس، لم يلتئم، في الجلسة الثلاثين لانتخاب رئيس جديد للجمهورية. فهل من إهمال أكثر من هذا الإهمال؟