هل صحيح ما تردد عن ان حظوظ رئيس التيار الوطني العماد المقاعد ميشال عون في الرئاسة قد تقلصت بنسبة مرتفعة جراء تفاهم روسي – ايراني – اوروبي على ضرورة ان يبحث الجنرال عما يعوض فيه عن الرئاسة الاولى، وزادت التقارير بهذا الصدد انه ليس بالضرورة ان يكون المرشح الرئاسي رئيس حزب القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع، بقدر ما سيكون الرئيس العتيد مرشحا توافقيا ينطلق من خلفية غير مخاصمة لحزب الله، وكذلك بالنسبة الى قوى 14 اذار (…)
وتجدر الاشارة في هذا الصدد الى ان ثمة مسعى من وراء الكواليس بدأته المملكة العربية السعودية على الموجة الفرنسية، كي لا يقال ان الورقة الايرانية هي التي اثرت في مجريات الموضوع الرئاسي، فيما قالت اوساط مطلعة ان باريس فرضت ثقلها بعد نيلها موافقة غير مشروطة من جانب الفاتيكان، اي انه لم يعد من مجال لارجاء البت بالاستحقاق الرئاسي اللبناني من غير حاجة الى اظهار عون وكأنه قد خسر معركة مصيره؟!
ويقال في هذا الاطار ان المنطقة مقبلة على متغيرات جذرية بالنسبة الى الوضع في المنطقة عموما وفي سوريا خصوصا، حيث يفرض ذلك ازاحة نظام آل الاسد نهائيا من دون التوقف عند النظام الخلف، بقدر الخلاص القريب من الرئيس بشار وتأمين المكان الذي سيلجأ اليه وفي المعلومات ايضا ان ما جعل الروس يغيرون موقفهم من الموضوع السوري هو ارتفاع فاتورة الاسلحة الى حد وصولهم الى قناعة بان نظام بشار الاسد قد مات سريريا (…)
كذلك يقال ان الشريك الصيني هو من اخر الوصول الى الحل ربما لان فاتورته على مصارفات القوى النظامية السورية كانت اقل كثيرا من المصارفات الروسية، فضلا عن موقف ايران التي لم تعد قادرة على المد في عمر ملفها النووي العالق في مفاوضات مضنية مع الاميركيين الذين يتطلعون بدورهم الى فاتورة سياسية امنية من ايران قبل توقيع الاتفاق مع طهران المرجع ان يتم اواخر حزيران الجاري؟
وعن موقف حزب الله من ضياع الرئاسية على عون ترى مصادر حزبية ان الحزب سعى جاهدا لعدم تفويت الفرصة على الجنرال الا بعدما تبين له ان هناك استحالة امام اجراء انتخابات رئاسية في ظـل ما هو سائد من تعقيدات، من غير ان يعني ذلك ان الحزب سيسحب ورقة التفاهم من يد الجنرال كي لا تتطور العلاقة بينهما الى حد الصدام السياسي غير المستبعد!
ومن الان الى حين ترجمة الاتفاق على ازاحة الاسد بالتزامن مع الاتفاق على قطع الطريق الرئاسي على عون، فان معلومات ديبلوماسية تقول بصريح العبارة ان «لا مجال لتغيير حرف في كل ما ورد من معلومات بخصوص ضياع الرئاسة على عون»، وبالتالي تغيير الحكم في سوريا في الاتجاه الذي ينهي نظام الاسد، في وقت واحد مع عقد الاتفاق النووي الايراني – الاميركي وهذا مرتقب في خلال الاسبوع المقبل على ابعد تقدير؟
وللسؤال المطروح: هل استسلم بشار الاسد الى قدره السياسي ام ان في يده اوراقا يستخدمها لاطالة عمر نظامه، وهذا مستبعد لاسيما ان هناك من يتحدث عن انقلاب عسكري يقدم به ضباط النظام على امل تشكيل حكومة تعرف كيف تتعاطى مع المتغيرات السياسية والامنية حيث بوسع تنظيم داعش التدخل لمصلحة النظام من غير ان ننسى لجوء الاسد الى تصعيد ضرباته العسكرية ضد المعارضة والمناطق التي تسيطر عليها، لكن ذلك لن يستمر طويلا مهما بلغ حجم التعقيد؟!
واذا كان لا بد من متغيرات اقليمية فان تنظيم داعش لا بد وانه سيشعر بان ازاحة الاسد تستهدفه مثله مثل الذين على علاقة جيدة ومباشرة مع بشار الاسد، لكن ذلك لن يغير في طبيعة معركة تصفية الحكم، فيما يجزم المراقبون ان الاسد قادر على الصمود جراء قدراته الذاتية، لكن ليس لوقت طويل، وثمة من يرى ان حزب الله سيخرج من سوريا في وقت لن يتعدى اواخر تموز المقبل بعد اسقاط الغطاء الايراني عنه!
وفي معلومات اخرى، ان تنظيم النصرة قادر على تعقيد طريق الحل النهائي في سوريا لكن ذلك لن يستمر طويلا عندما تعود الحياة الى القيادات السياسية والعسكرية في سوريا وحيث يقال ان مجالات اعادة تجميع العسكر لن يستغرق طويلا، في حال امكن لجم النصرة ووقف هيمنتها على بعض المناطق في شمال سوريا، فيما سينتهي دور داعش فور اسقاط الاسد في موعد لن يتعدى ايلول المقبل، وهذا مرشح لان تتوضح صورته في وقت غير بعيد؟!