IMLebanon

الرئيس أميركي والصِهْر لبناني

 

فـاز ترامب، تفاءلوا أيها اللبنانيون، لقد أصبح لكم صهرٌ رئاسيٌّ آخر.

 

تجربةُ الصِهر اللبناني مع الرئيس الأميركي، قد تحقّقُ ما قصَّرتْ عنهُ التجربةُ اللبنانية، لأنّ الصِهرَ اللبناني في أميركا يقرأ في كتب جبران خليل جبران.

 

مع الرئيس الأميركي القوي يرتفع الشعار الأكبر: مصلحة أميركا أولاً.

 

أمّا لبنان فهو بلدٌ أُمَمِيّ ليس عليه أن يحتكر شعار: مصلحة لبنان أولاً، وليس ما يمنع أن ترتبط مصلحة لبنان بمصلحة أميركا أولاً، ومصلحة إسرائيل أولاً، ومصلحة إيران أولاً.

 

المحاولات النسائية لرئاسة الولايات المتحدة، لم يتيسّرْ لها النجاح، إنطلاقاً من ترشُّح هيلاري كلينتون وكامالا هاريس، لأنّ الرئيس الأميركي هو الذي يترأس القوات المسلَّحة، فلا يتوافق ذلك مع القوّة النسائية الناعمة في زمـن الحروب، ولم تتمتّع إحدى المرشحتين بمواصفات رئيسة وزراء بريطانيا مارغريت تاتشر التي أحرزت لقب المرأة الحديديّة.

 

شخصيةُ الرئيس الأميركي تلعب دوراً مهمّاً ولا سيما في الحقبات الصاخبة بالحروب والعنف، دونالد ترامب يتَّهم جو بايدن بأنّ شخصيَّته الضعيفة كانت سلعةً للإستغلال من قِبلِ روسيا والصين وإيران على حساب زعامة الولايات المتحدة الدولية.

 

الرئيس الأميركي الضعيف تحكم من خلاله الدولة العميقة، هكذا تمثّلت الدولة اليسارية العميقة في حكم جو بايدن، واعتُبرت كامالا هاريس الثوبَ النسائي للرئيس باراك أوباما الذي كان عهده حافلاً بالحروب، وكان العنف والفوضى الخلاّقة وتعزيزُ انتشار الإسلام السياسي.

 

الرئيس الأميركي، ديمقراطياً كان أو جمهورياً فهو يتوّج رأسَهُ بالقبَّعة أو الطاقية اليهودية التي يتحلّى بها اليهود المتطرّفون، الرئيس ترامب تصَهْينت السفارة الأميركية على يده من تل أبيب إلى القدس، وهكذا الجولان السوري، والرئيس بايدن بلسانه قال: أنا صهيوني، من هنا، كانت الرسالة التي وجّهها اللواء جميل السيد إلى الأميركيين المسلمين يحثّهم فيها على انتخاب الرئيس ترامب على أساس أنّ الكِحْل أفضل من العمى.

 

صهيونيةُ الإدارة الأميركية، تحتّمُ التصدّي للنفوذ الإيراني وامتداد ساحاته المعسكرة في المنطقة على اعتبار أنّها تشكّل تهديداً لأمن إسرائيل وللمصالح الدولية والعربية على السواء.

 

أمّا بعد، فماذا عن الوعود التي أطلقها الرئيس المنتخب؟

 

يقولون: إنّه يمتلك شبكةً من الصداقات المباشرة مع سائر رؤساء الدول العربية وحكامها، ولا سيما السعودية ودول الخليج، وهو صاحب مشروع اتفاقية إبراهام التي كادت على وشك إنجاز ما وُصِـف بصفقة القرن، وإلى جانب هيبةٍ خاصة تمكّن الرئيس ترامب من ترويض الثور الإسرائيلي من قرنَيْه، فقد تُتاح له فرص تحقيق السلام الروسي الأميركي الإسرائيلي الفلسطيني، بعدما استهلكت الحرب أقصى طاقاتها، وبات السلام مطلباً ملحّاً حتى لدى الذين لا يعيشون إلّا على وقْعِ طبول الحروب.

 

على الصعيد اللبناني: وقّع الرئيس ترامب رسالةً خطيّة وعَـدَ بها الجالية اللبنانية بتحقيق السلام والإعمار والإزدهار للبنان، وما يدعو إلى شيءٍ من الإطمئنان هو أنّ الرئيس ترامب محاطٌ بلبنانيين بارزين وفي طليعتهم والدُ الصِهْر الرئاسي الدكتور مسعد بولس، الذي من المتوقع أن يتسلّم مركزاً في الإدارة الأميركية تتيح له مواكبة الملف اللبناني.

 

نحن نعلم أنّ الأزمة اللبنانية يرتبط حلّها بمعالجة الصراع الإسرائيلي- الإيراني، وقد تكون المرحلة الإنتقالية في السلطة الأميركية حافلة بالمفاجآت وبما يُحكى عن تطوّر عسكري في المنطقة يقدِّمه نتنياهو هدّيةً منه للرئيس ترامب قبل تسلّمه زمام الحكم.

 

ولكن، هل يستطيع لبنان أن يتحمّل أوزار التطوّرات، وأن يتسمرّ في انتشال الجثَث من تحت الركام ولا يتسنّى للأرض أن تدفنَ أبناءها تحت ترابها؟

 

لعلّنا نتوقَّع على الأقل أن تحلّ علينا أعجوبةُ انتخاب الرئيس القوي لجمهورية لبنان، بوجود صهرٍ لبناني لرئيسٍ أميركي.