IMLebanon

كان في لبنان رئيسٌ يرشِّح في سوريا الرؤساء

 

مع إطلالةِ عيد الإستقلال… والإستقلال أصبح ذكرى، ولا شيء فيه من مظاهر العيد، تُقـامُ الإحتفالات الرسمية على أطلالِ وطـنٍ محطّـم، وبـدَل أن يبكي المسؤولون على الأطلال، تراهم يُنشدون النشيد الوطني ابتهاجاً، يجتـرُّون بـهِ الكلمات ولا يفهمون معناها.

 

يـومَ وقعت القطيعة العربية على لبنان كمثل زيارة الرئيس الفرنسي بعد انفجار المرفأ، انطلقتْ قصائد الإنشاد بالسيادة اللبنانية والكرامة الوطنية والشرف والفخر والعنفوان على طريقة عنتـرة بـن شداد… وعنتـرة، لأنّه كان عبداً لم تعترف بـه قبيلةُ أبيـه إلاّ بعد أن حرَّرتْـهُ بطولتهُ…

 

العبودية والبطولة ضـدّانِ لا يلتقيان.

 

عن أيّ استقلال وسيادة وكرامة يتحدثون…؟

 

تعالوا نستجمع كـلَّ مراجع السياسة وعلم الإجتماع والقواميس والدساتير والقوانين، واشرحوا لنا من فضلكم ما هـو معنى السيادة، وكيف السيـادة تكون..؟

عن أيّ كرامة شعب سيّـد يتحدثون…؟

 

والشعب يصطفّ على مساحة الوطن طوابير ذلّ، تسير كالجثامين الحيّة التي تنزف جوعاً ودموعاً، وتكاد الأمّ تأكل ثديَهـا لتطعم أبناءها.

إشرحوا لنا من فضلكم معنى الكرامة، وكيف الكرامة تكون…؟

 

عن أيّ دولة سيدة يتحدثون وجيشُ هذه الدولة يستعطي الدول لتأمين لقمـة العيش…؟ وهذا كلّه في ظـلّ الدولة القويّة والعهد القويّ والرئيس القويّ والشعب اللبناني العظيم..؟

 

إذاً… إقرأوا من فضلكم معي: السلطان سليمان العثماني القـويّ الكريم العظيم كتب يوماً يقول: «أنا سلطان السلاطين ملك الملوك مانحُ التيجان ، ظـلُّ اللـه على الأرض سلطان البحرين والبريّـن، أبعث إليك أنت فرنسيس ملك فرنسا بأنْ تفعل كذا وكذا…

 

وبفعل فساد السلطنة العثمانية العظيمة لـم يمـرّ وقتٌ طويل حتى راحت تركيا تستجدي فرنسا طالبة استقراض الأموال لتأكل وتدفع مرتّبات موظفي سلطان السلاطين ومرتبات جيشه العظيم.

 

السيادة الوطنية تتحقق في دولة قويـة وجيش قـويّ وحكْمٍ قـويٍّ، ورئيسٍ حكَـمٍ وحكيم…

والكرامة الوطنية تتحقق مع قضاءٍ قويّ مستقلّ نزيه، غير مرتهن لزعيم…

 

والشرفُ في غياب الدولة القويـة والقضاء المستقلّ لا يتحقق إلاّ مع الشاعر أحمد شوقي:

لا يسلمُ الشرفُ الرفيعُ مِـنْ الأذى حتى يُـراقَ على جوانبهِ الـدمُ

 

هـلْ تريدون أنْ تعرفوا متى كان لبنان مستقلاً جـداً وسيداً جـداً ويحكمه رئيس قـويٌ جـداً؟ إذاً إقـرأوا معي مـرة بعد.

 

يروي كمال جنبلاط في كتاب «حقيقة الثورة اللبنانية» الصادر عن الدار التقدمية في الصفحة (37) «أنَّ كميل شمعون حاول ترشيح «لطفي الحفار» لرئاسة الجمهورية السورية وكان يرسل في طلب النواب السوريين إلى بيروت ساعياً لإنجاح المرشح المذكور، ولكن فـاز شكري القوتلي الذي يدعمه الأميركيون..»

 

وحين كان لبنان مستقلاً جـداً ويحكمه جنرالٌ قـويٌ جـداً شطرَ فؤاد شهاب الخيمة إلى نصفين متوازيين على الحدود اللبنانية – السورية في لقائـه أكبر رئيس عربي، جمال عبد الناصر.

 

واليوم، نقول للذين يعيشون على زراعة الخرافات وتلقيح العقل بالقوة الزائفة والبطولة الفارغة:

بربّكم لا تحتقروا السيادة والكرامة والإستقلال ولا تشوّهوا صورة الرئيس القـوي.