Site icon IMLebanon

الترميم على الطريقة اللبنانية

 

اللبنانيون أول من أمس الأربعاء، تنفَّسوا الصعداء، ليس لأنَّ وزير دفاع العدو الإسرائيلي هدَّدهم بأحد بلوكات النفط، بل لأنَّ هذا التهديد كان من شأنه أن يعيد إليهم وحدة افتقدوها في الأيام الأخيرة بعد أزمة تسريب تسجيل كلام وزير الخارجية. فوحدة الموقف اللبناني الرسمي والسياسي من رفض تهديدات العدو الإسرائيلي، التي وردت على لسان وزير الدفاع افيغدور ليبرمان، من خلال اعتباره البلوك 9 الذي بدأت العروض لتلزيم التنقيب عن الغاز فيه في عرض البحر قبالة الناقورة، ليس ملكاً للبنان، ودعوة الشركات لعدم تقديم عروض، واعتبار ما جاء على لسان الوزير الإسرائيلي تهديداً للبنان، كان يفترض بهذه الوحدة أن تجعل ما يجري على الأرض بين مناصري التيار الوطني الحر وحركة أمل، خبراً ثانوياً.

 

 

لكن هذا الرهان، وللأسف، سقط عند حلول الظلام، ليثبت أنَّ الوضعين السياسي والميداني مقبلان على مزيد من التأزم والتصعيد، خصوصاً بعدما وصل التوتر إلى منطقة الحدت، حيث تمّ إطلاق نار، بعد أن كاد مناصرو التيار الوطني الحر، وعناصر حزبية تستقل دراجات نارية، يتواجهون بالسلاح، لولا الإتصالات السياسية والأمنية التي جرت لمنع تفاقم الوضع.

مواجهة الحدت إذا صحَّ التعبير، هي الثانية في غضون خمسة أيام، بعد مواجهة سنتر ميرنا شالوحي في منطقة الصالومي في الدكوانة… سائر التحركات لم تكن تشكِّل خطراً على حدوث فتنة أو تخريب للسلم الأهلي، لأنَّها كانت تجري في مناطق لا احتكاك طائفياً فيها، كالجنوب أو البقاع أو بعض مناطق بيروت كاليونسكو أو الخندق الغميق، لكن بين الصالومي والحدت كاد الوضع أن يخرج عن السيطرة بعد أن أدَّى هذا الوضع إلى احتكاك استدعى تدخل الجيش اللبناني.

 

 

كيف ستتطوَّر الأمور بعد أسبوع، نقول:

الترميم على الطريقة اللبنانية، هو الحلّ الوحيد.

الجو في عين التينة، حسب مصادر إلى ضبط الشارع.

وانطلاقاً من هذه القراءة، فإنَّ أوساط المراقبين تعتبر بأنَّ الإستحقاقات الآتية أكبر بكثير من حجم ما جرى، لذلك تدارك الوضع يعيد إلى البلد الإستقرار المطلوب.

 

المؤشرات تدل على أنَّ الأزمة لن تطول إلى ما بعد الأسبوع المقبل، والإحتقان انحسر. وهنا يقف رئيس الحكومة الذي عاد من تركيا موقفاً ليس سهلاً على الإطلاق، فالرئيس نبيه بري ما زال على ما لا يرام معه، لأنه يعتبره جزءاً من المسؤولية في ما يتعلق بتوقيعه على مرسوم الأقدمية، بالنسبة إلى ضباط دورة 1994 في الجيش اللبناني إذن عدنا إلى الملف الساخن أساساً.

 

من هنا إلى أين؟

البلد بحاجة إلى لملمة سريعة تساعد بالتهدئة.