لقد سبقنا فخامة رئيس البلاد، في 8 تموز العام الماضي نشرنا في هذا الهامش مقالةً حملت عنوان: «التايتنيك» اللبنانيّة هل يُدمّر جبران باسيل العهد القوي»، كان الجميع غارقاً حينها في تسلّط الوزير جبران باسيل على عمليّة تشكيل الحكومة، للمفارقة نقلت الصحف بالأمس عن رئيس الجمهورية العماد ميشال عون تشبيهه الوضع في لبنان بسفينة «التايتنيك» المنشغل الجميع بالرّقص في صالوناتها فيما هي تغرق ببطء، واسمحوا لنا لا أحد يرقص في صالونات التايتنيك اللبنانيّة التي أعلنّا غرقها منذ العام الماضي سوى وزير الخارجية جبران باسيل فيما رئيس البلاد يدافع عن صهره الذي نكاد نقول أنّه الحاكم أو المتحكّم الفعلي بزمام الأمور برغم أنف الجميع!
ونستعيد هنا الكثير مما كتبناه تموز العام الماضي، وهو ما يزال ينطبق بالحرف الواحد على ما يحدث اليوم، سبق وكتبنا «عندما جاء «العهد القويّ»، كما قيل للبنانيّين، أردنا جميعاً أن نستبشر خيراً، ولكن، لم تتطابق آمالنا مع رغبات ونزعات الوزير جبران باسيل، هذه المرّة لم يركب البلد البواخر التركيّة، يبدو أنّنا نركب «التايتنيك القويّة» التي قيل الكثير في قوتها وعظمتها، وغرقت في رحلتها الأولى، أيّها السّادة، نحن نغرق..
«لأ، مش ماشي الحال»، ولن يمشي الحال على طريقة فرض البواخر التركيّة (…) من المؤسف أنّ «العهد القوي» تأخّرت إنطلاقته كثيراً، وما هو مؤلم أكثر أنّ رئيس تيار «العهد القوي» هو الذي يضع حجار العثرات على سكّة انطلاقة هذا العهد عبر إصراره على تعطيل تشكيل الحكومة»… للمفارقة وصف رئيس البلاد سير الأمور في عهده ببطء السّلحفاة بسبب الألاعيب السياسيّة، وما سبق وتوقّعناه العام الماضي بأنّ «ما يحدث سيرتدّ سلباً على صورة «العهد القويّ» وهذه العرقلة «تنفّس» زخم الحديث عن انطلاقة «العهد القويّ»، «يا جماعة الخير».. نحن نشعر أننا في «التايتنيك» ولحظة اكتشاف أنّ كل الحديث عن قوّتها الجبارة كان أكذوبة كبرى انكشفت عندما اصطدمت بجبل جليد! هذا النوع من السياسات الباسيليّة سيودي بلبنان إلى الهاوية»…