فيما تحوّلت معظم الجامعات الخاصة إلى التعليم الحضوري والمدمج في العلوم الطبية والهندسية، اكتملت الأسبوع الماضي عودة كليات الجامعة اللبنانية إلى التعليم «أونلاين» حصراً، مع ضغوط يمارسها بعض الطلاب والأساتذة في الفروع الثالثة في الشمال والفروع الثانية في المتن الشمالي للعودة الحضورية. وفيما بقيت امتحانات الدورة الثانية للعام الدراسي الماضي عالقة في عدد من كليات الفروع الخامسة في الجنوب والفروع الأولى في الحدث والفروع الرابعة في البقاع، تدرس الجامعة حالياً، بحسب مدير الفرع الخامس لكلية الحقوق محمد دغمان، الصيغ المناسبة لإعادة إجراء الامتحانات وإصدار نتائج الطلاب، إذ إن هؤلاء يتابعون مقرراتهم في السنة الدراسية الأعلى ولا يعرفون عدد الأرصدة التي يجب أن يأخذوها. ولفت دغمان إلى أن الكلية بدأت عامها الدراسي في 4 الجاري، وإلى أن المحاضرات المباشرة عن بعد بدأت تنتظم مع إقبال ملحوظ. إلا أن التفاعل يختلف بين كلية وأخرى وفرع وآخر داخل الكلية الواحدة، إذ يعاني الطلاب والأساتذة النازحون من ضغط على شبكة الإنترنت وصعوبة متابعة المحاضرات المباشرة في مراكز الإيواء نظراً إلى وجود أسر كثيرة في مكان واحد والضجة الناتجة من ذلك، فيعمد الأساتذة إلى تسجيل المحاضرات التي يعود إليها الطلاب في الوقت الذي يناسبهم.
وكانت كلية الهندسة من بين الكليات الأولى في الجامعة التي عادت إلى التعليم عن بعد في 28 تشرين الأول الماضي مع الكليات الطبية، ولا سيما الطب العام والصيدلة وطب الأسنان، نظراً إلى خصوصية السنة الثالثة والرابعة في الكلية واضطرار الطلاب إلى إنجاز المناهج باكراً بسبب الاتفاقات مع الجامعات الأوروبية لتبادل الطلاب أو في المشاركة في مشاريع توأمة مع جامعات في لبنان مثل الجامعة اليسوعية وغيرها، أو في التدريبات التي يخضعون لها قبيل ولوج سوق العمل. وقال عميد الكلية نزيه مبيض إنه كان يخشى انطلاقة متعثرة في الفرع الثالث في الحدث باعتبار أن الفرعين الآخرين في الشمال ورومية هما في منطقة آمنة نسبياً، إلا أن «المفاجأة أن نسبة حضور المقررات أونلاين فاقت الـ 75 في المئة، فيما نسبة الذين يضطرون إلى تسجيل المحاضرات ضئيلة». وأكد «أننا مصرّون على أن يكون طلاب الفرع الثالث من ضمن 250 طالباً من الكلية يشاركون في المشاريع الخارجية سنوياً»، لافتاً إلى أن الكلية ستواجه بعد نحو شهر معضلة امتحانات الفصل الأول التي يجب أن تنظّم حضورياً، و«أحد الخيارات المفتوحة إنجاز الامتحانات الحضورية في الفرعين الأول والثاني، وإمكان انتقال طلاب الفرع الثالث لإجراء امتحاناتهم في أحد الفرعين تبعاً لأماكن سكنهم».
وسيستفيد طلاب وأساتذة الجامعة اللبنانية والمدارس والثانويات الرسمية، ابتداءً من هذا الأسبوع، من استخدام حزمة 20 جيغابايت مجانية للمشتركين من شبكتَي «ألفا» و«تاتش»، بناءً على موافقة استثنائية حصل عليها وزير الاتصالات جوني قرم من رئيس الحكومة نجيب ميقاتي، ريثما يصدر مرسوم في هذا الخصوص في مجلس الوزراء، بعدما أصرّ قرم على المرسوم، رغم أنه يستطيع أن يأخذ القرار بنفسه، بناءً على لوائح تعدّها وزارة التربية وتقدّمها إلى وزارة الاتصالات.