IMLebanon

مسرحيّة” بايدن تمهيد للحرب اللبنانيّة الكبرى 

 

 

فيما الشلل السياسي الرئاسي على حاله منذ اشهر شأنه شأن التصعيد العسكري على الحدود، الذي بلغ خلال الساعات الماضية مستوى قياسيا، لجهة الاضرار الكبيرة التي الحقتها ضربات حزب الله في الداخل “الاسرائيلي” بشكل غير مسبوق، مع تسارع الاعمال العسكرية من جهة، واتساع رقعتها حتى شارفت على تخطي الخطوط الحمر.

 

فبين “عدم التعويل على التسوية” الذي تحدث عنه وزير الخارجية الايرانية في جلساته، هو الذي تقصد افتتاح جولاته الخارجية من بيروت لما لها من رمزية في المواجهة القائمة، وبين “رفض وقف اطلاق النار الاسرائيلي”، وفقا لاقتراح الرئيس الاميركي وشروطه، تكثر التساؤلات والتحليلات حول توقيت ومغزى الخطوة الاميركية، خصوصا ان “المبادرة” حملت في طياتها اكثر من لغم، خصوصا في تكريسها الربط غير المباشر بين ساحتي لبنان وفلسطين.

 

مصادر مواكبة  للاتصالات الدولية الجارية، اشارت الى ان مقترح الرئيس الاميركي لا يهدف عمليا الى وقف الحرب، انما في خفاياه اعطاء فترة سماح اضافية، تحت عنوان التفاوض حول بنود المقترح، تسمح لرئيس الوزراء “الاسرائيلي” بانجاز ما يخطط له في رفح، بطريقة “مشرعة” اميركيا.

 

ورأت المصادر ان واشنطن، وفي الوقت الذي اعلنت فيه عن مبادرتها، باشرت تنفيذ خططتها الفعلية عبر اتصالات يجريها احد كبار مسؤوليها في القاهرة، حيث عرض على مصر انشاء “جدار عازل” على طول محور فيلادلفيا، بكلفة 200 مليون دولار ممول من الولايات المتحدة الاميركية، هدفه اقفال ملف الانفاق بشكل كامل بين مصر وغزة.

 

وتابعت المصادر بان واشنطن تدرك جيدا ان “تل ابيب” باشرت التحضير لمرحلة جديدة من المواجهة ضد حماس، فور انتهاء معركة رفح، مع “انسحاب” ما يقارب المليون نازح منها، وفقا لتقديرات الامم المتحدة، والتي لن تعتمد على الدبابات والمدفعية، بعد ان انجزت الاخيرة المهام المطلوبة منها باحداث دمار هائل، بكلفة ووقت اعمار كبيرة جدا، مع تضرر وتدمير 55% من منازل القطاع وفقا للاحصاءات.

 

واعتبرت المصادر ان الادارة الديموقراطية تدرك جيدا ان رئيس الحكومة “الاسرائيلية” لن يسلفها اي موقف يمكنها من استثماره في الانتخابات الرئاسية، وهو ما دفعها الى اتخاذ هذا الخيار، الذي سيؤدي في نهاية الامر الى “المواجهة الكبرى” على صعيد الجبهة اللبنانية، حيث بات من الصعب وقف العملية التي تعتزم “تل ابيب” تنفيذها، بهدف ابعاد حزب الله الى ما بعد شمال الليطاني.

 

عليه، كشفت المصادر بان واشنطن ستنقل في غضون الايام القادمة رسائل واضحة الى الجانب اللبناني، على ان تكون بمثابة الفرصة الاخيرة لابعاد كأس الحرب، من خلال المباشرة بمناقشة الورقة الفرنسية التي سبق وقدمت، والتي تصلح كاساس لانطلاق المحادثات.

 

وختمت المصادر، بان الخطر الاكبر يمكن في اعتبار “تل ابيب” ومعها دوائر القرار في واشنطن، ان حزب الله اخطر بكثير من حركة حماس، وان الساعات الماضية شهدت خرقا كبيرا للخطوط الحمر على الجبهة اللبنانية، ما يستوجب تدخلا عسكريا بمفاعيل سياسية يعيد رسم قواعد اشتباك جديدة، وربما صياغة قرار دولي جديد، ينصح بان لا يعول على فيتو روسي – صيني بشأنه، فمهلة الخمسين يوما لطهران لحسم خياراتها ستكون حبلى بالمفاجآت والتطورات الدراماتيكية.

 

فهل ما يحصل فشل لطرح ترامب وضربة جديدة لادارته في اطار تصفية الحسابات؟ ام هو فصل جديد من مسرحية المواجهة الفعلية التي تخاض بين الولايات المتحدة الاميركية والجمهورية الاسلامية على مساحة المنطقة؟