IMLebanon

« صرنا مضرَب مَثَل»

 

 

اللبناني الذي يتسنّى له أن يقف على بعض ما يقال عنّا وفينا، في الخارج، يصيبه الإحباط، خصوصاً اذا كان من جيلنا، نحن اللبنانيين، الذين كنا نعتز بأن وطننا كان، وكنا معه، مضرَب مثَلٍ في كل شيء إيجابي  وجميل… فبتنا مضرب مثل في كل شيء سلبي وقبيح!

 

كان يُقال، في المنطقة والعالم الأوسع: ذكي كاللبناني، ماهر كاللبناني، متفوق كاللبناني، آدمي كاللبناني، ناجح كاللبناني، إداري جيّد كاللبناني، يجد لكل معضلة حلّاً كاللبناني، أنيق كاللبناني، وسيم كاللبناني، معتز بذاته وبوطنه كاللبناني (الخ …).

 

واليوم يقولون: ضائع، تائه، لا يصدّق كيف يجد سبيلاً ليغادر وطنه، يبحث عن بطاقة الإعاشة، عاجز عن القيام بأود حياته ومَن هم على مسؤوليته، كان في الطليعة فصار تحت التحت في ذيل القائمة، استضعفوه ( كباراً وصغاراً وأقزاماً) فوصفوه وأمعنوا فيه وصفاً وتجريحاً، كان يفخر بقياداته ويفاخر العالم، فصار يخجل بذكر أسمائهم، كان زعماؤه أنداداً لنظرائهم الأقربين والأبعدين فصار معظمهم عبيداً في أسواق النخاسة عند الأقربين والأبعدين، كان يرسل الى العالم الصحافي والصحيفة والكاتب والكتاب… فصار يوزع اللعنات، كان يصدّر الفاكهة والخضار متضمّنة أطيب الأماني والـ»صحتين» فصار يصدرها محشيٍة الكابتاغون (قلّة فرق)… وهذا غيض من فيض!

 

فلماذا؟!. وهل تغيرت الجينات في هذا الشعب اللبناني؟!. وهل انتقل الأرز الى بلد آخر؟

 

لا، لم بحصل شيء من هذا وذاك، فقط نُكِبَ اللبنانيون بهذا الجيل الذي أُكرِّر للمرة الألف بأنه جيلٌ هجين  لم يُنْكَبْ بأمثاله بلدٌ في العالم، من أوله الى ثانيه وحتى ثالثه، بل حتى أخر قافلة التخلف والفساد والجنون والإجرام.

 

ومتى عُرف السبب…