Site icon IMLebanon

لبنان «المتحوِّر»

 

 

لماذا يتحول هذا «المتحوّر» من لبنان، إلى مادة خلافية في الجواب على السؤال التافه الآتي: مَن يربح ومن يخسر؟!..

 

نقول لبنان المتحور، ليس فقط على «موضة» فيروس كورونا، بل أيضاً انطلاقاً من حقيقة أن القرارات التي تُتَّخذ إنما هي مبنية على النكايات والأحقاد و»تنجير» الخوازيق، بعضهم للبعض الآخر… وأما أين يستفيد المواطن، وأين يربح الوطن، فهذا ليس وارداً في حساباتهم على الإطلاق، خصوصاً أنهم أفقروا المواطن، وجوعوه، وأذلوه، وسرقوه وحولوه إلى تائه على أبواب السفارات والقنصليات يبحث عن «فيزا»، بل يستجديها، ليس هرباً من وطن أحبه، إنما هرباً من هذا «المتحور» الذي أقاموه مكان لبنان، بتجاوزاتهم وارتكاباتهم وفسادهم وقلة حيائهم وقدرتهم الخارقة على أن يحاضروا في العفة وهم الفاجرون، وأن يدّعوا الديموقراطية وهم المستبدون، وأن يتحدثوا بتداول السلطة وهم «المشلّشون» في مواقعهم والملتصقون بكراسيهم التي ضربها الاهتراء ولم تشبع بعد الأشداق المفتوحة على الجوع المزمن.

 

إنهم هكذا في المطلق، هكذا كانوا وهكذا سيكونون ما لم تحدث أعجوبة في زمنٍ ولّت المعجزات، وبتنا على مفترق طرق التباينات الدولية، أو حتى التوافقات الدولية… وفي الحالين نحن، بشرائح شعبنا كله، ندفع الثمن، بل الأثمان الباهظة جداً، إلى درجة سقوط أنشودة الرحابنة:  أنا أعرف وطني ووطني يعرفني! فالحقيقة المؤلمة أن هذا المسخ الذي يفرضونه علينا، بأنه وطننا، لا نعرفه، ولا هو يعرفنا، أما هم فَـ»خوشبوش» وايّاه لأنه يعرفهم جيداً ويعرفونه جيّداً، لأنهم صاغوه على صُوَرِهِم وأمثلتهم من حيث البشاعة في أشكالها كافة!

 

وإذا كان هذا اللبنان هو المتحوِّر الشنيع الذي فرضوه علينا، فإنهم، بأنفسهم، أصل البلاء والداء والمصائب والويلات، والكوارث التي ما أن نستفيق من وطأة إحداها حتى يرمونا بالثانية الأشد ألماً والأكثر وجعاً…

 

ويؤسفنا القول إننا لسنا من الذين يغرقون في وهم الانتخابات التي تدّعي أطراف بينهم أن نتائجها ستحمل الإنقاذ والتغيير… وفي تقديرنا أن هذه الهمروجة لن توصل إلى شيء (هذا إذا أُجريت الانتخابات) لأن النتائج واضحة ومعروفة سلفاً من جهة، ولأن المسمّى مجتمعاً مدنياً ليس فريقاً واحداً إنما أفرقاء عدة يندرجون في اتجاهين، أولهما الذين هم أسوأ من الطبقة السياسية، وهم الأكثرية بينهم، والاتجاه الثاني أقلّية لن تعمل فرقاً.