IMLebanon

«لبنان ١٩٩٠» هو الحل

 

قلق المواطن اللبناني الطيب على وطنه في هذه الظروف الدقيقة والحرجة هو علامة صحة وطنية ويقظة ووفاء واخلاص لهذا الوطن الذي يعذبه المتصارعون على حكمه من الداخل وهم «مقاطعجية» هذا الزمن، من دون رحمة او شفقة المهم عندهم «الغالب والمغلوب» وليس القاعدة اللبنانية الدائمة لا غالب ولا مغلوب!

 

هذا القلق هو السمة الظاهرة التي بدأت تتجمع من حول «الدولة» كمخلص وحيد لهذا الوطن من «اللعبة الخطرة» غير القانونية التي يمارسها المتصارعون علي «الحكم» في هذا الـ»لبنان» المعذّب.

 

وهذه السمة التي بدأت تتحرك في مجتمعنا اللبناني، قائلة: «نريد أن  نعيش في «نظام» لنشعر بالفارق بين الحال التي عليها الوطن الآن وبين ما نريد تحقيقه من العيش الكريم في استقرار دائم تؤمنه لنا الدولة وليس غيرها».

 

ولاننا نريد ان نشعر بالفارق بين أحوالنا الاجتماعية والاقتصادية وبين ما نرغب ان يكون حالنا الاجتماعي والاقتصادي وهو الذي لا يتيسَّر لنا بسبب هذه «الفوضى السياسية» التي غيومها السوداء المظلمة تحجب نور «الأمن والأمان» عنا. وكذلك تحجب أنوار «الاستقرار»، لأنه مع ظلمة هذه «الفوضى الهدّامة» لا يلبث شبح «الموت البطيء» أن يتراءى أمام أعينهم لينذر بقرب النهاية.

 

وليس هذا تشاؤماً وإنما هو واقع الحال المتردي لمن أراد أن يتأمله بشجاعة وموضوعية من أفراد هذا الشعب اللبناني الطيّب.

 

صحيح أن «اللبناني الطيّب» من هؤلاء قد يشعر في بعض الأحيان بلحظات من السعادة، لكنها مثل البرق سريعة الومض، سريعة الزوال، لأنها تتحول بسرعة الإلكترون الى «سراب جديد» في صحراء هذا الوطن بسبب تصريح «اعلامي – سياسي» من هذا الفريق او ذاك، او «هبّة أمنية» من هنا او من هناك، او «نتّعة سياسية» من هذه الفئة او تلك او أي فعل خاطىء ضد مفهوم «سيادة الدولة اللبنانية».. وما أكثر هذه الأفعال الخاطئة، في هذه الأيام «النحسات»..!

 

نعم أصبحت الغالبية العظمى من «اللبنانيين الطيبين» يعيشون حياتهم «يوماً بيوم»، ولا يكاد يضم أحدهم «الليل الحقيقي» حتى يكون قد نسي ما مر به في النهار، لأن كابوس «حال الفوضى» تمنع عنهم التفكير والإعداد لما بعد يومهم الذي يعيشون، فيه، ومع ذلك تراهم يلهثون في البحث عن «الأمن والأمان والاستقرار»، وهم يهرب منهم كـ»السراب»..!! وهم في حركتهم المستمرة هذه التي تُلهب خيالهم وندفعهم نحو «تيار الوسطية والاعتدال» الذي لا بقاء لـ»لبنان التعددية الدينية في «الأمة الواحدة والمواطنة» الواحدة» إلا في اطار ثقافتها الموحّدة والوحدة. بدونها سيبقى مفهوم سيادة الدولة في هذا الوطن مثل «السراب» تبتعد عن مكانه كلما اقتربت منه، او مثل «الصدى» تسمعه بأذنيك، ويستحيل أن تراه بعينيك..!

 

لأن سيادة أي «دولة» (والدولة تعني شعب منظم خاضع للقانون ولأحكام معينة) هو حق طبيعي تمارسه هذه «الدولة» على مقتضى غاياتها القومية للحفاظ على كيان شعبها، ومصالح هذا الشعب العامة.. لذلك، فإن لبنان الذي يعيش على هاجس اليوم التالي، على وقع ما يجري من أحداث وتحولات في محيطه، ومن حوله، تبقى يده على قلبه خوفاً على «سيادته» من الضياع في وسط هذا الزحام «الاقليمي – الدولي» عليه، والذي تُعبّد له الطرق «متلازمة الغطرسة» – أنا الدولة والدولة أنا، والتي تُحاكي «اللبناني الآخر» بالتأكيد منها على أن «ما لنا لنا، وما لكم لنا ولكم».

 

نعم، «لبنان هو لاحل».. لبنان «السيادة الشرعية» لا «السيادتان»..

 

لبنان الديموقراطية التوفيقية، لبنان الميثاقية الوطنية، لبنان المتعدّد الأديان، والمتحد في «المواطنة الواحدة» من دون «متلازمة الغطرسة» لبنان العربي الهوية والانتماء، «لبنان دستور ١٩٩٠ المعدّل بالقانون الدستوري الصادر في ٢١-٩-١٩٩٠..

 

يحيى أحمد الكعكي