IMLebanon

لبنان سويسرا الشرق وليس الصومال  

 

لا نريد أن نتمثّل بالصومال مع احترامنا للصومال وشعبه وتقديرنا لكل بلدان العالم وشعوبها… لكن الجمال والطقس والطبيعة نعمة من رب العالمين، يعطيها الباري لمن يشاء… فلماذا تريدون أن تحرمونا منها، أنسيتم أنّ ميزة لبنان الأولى جمالاته وقرب ساحله من جبله حتى أنك تنتقل من منطقة الى أخرى بسرعة شديدة؟

 

كنت كلما سافرت الى بلد عربي، أسمع كلام المحبة والمديح والتغني بجمال لبنان والإشادة بشعبه وطقسه… وكان العديد من الدول العربية يسارع الى تسمية شوارع مدنه باسم شوارع في لبنان… فـ»شارع الحمرا» مثلاً كان المثال الذي يمكن أخذه للدلالة على هذا الأمر.

 

يومذاك… كنت أقول لنفسي: ليت الشعب اللبناني يعرف كم هو محبوب ومقدّر من اخواننا العرب وكنت أردد دائماً… ليت اللبناني يحب لبنان كمقدار ما يحب العرب لبناننا هذا…

 

أعود الى كلام السيّد، ودعوته بالتوجه الى الصين لأقول: إنّ اللبنانيين، وتحديداً الرئيس عدنان القصار وشقيقه عادل، هم الذين فتحوا الأسواق اللبنانية والعربية أمام الصين، يوم كان ممنوعاً على أي بلد التعامل معها… يومها كان الاتحاد السوڤياتي والولايات المتحدة لا تسمحان بفتح الأسواق أمامها (الصين)، وهنا نسجل للرئيس عدنان وشقيقه عادل القصار، أنهما أسّسا لمرحلة التوجه الى الصين، وفتحا أبواب العالم نحوها.

 

من ناحية ثانية، فإنّ التبادل التجاري بين لبنان والعالم يشير الى أنّ الصين كانت تشكل الجزء الأهم فيه… لذلك فإنّ القول: «إذهبوا الى الصين» ليس جديداً، بل لم يأتِ بشيء جديد البتّة.

 

أما قوله: اذهبوا الى العراق وإلى إيران… فنرد عليه بما يلي:

 

ليسمح لنا السيّد بالقول: إنّ اللبناني إنسان حرّ، يذهب أنّى يشاء، ولا يحتاج إذناً ولا توجيهاً من أحد… فاللبنانيون موجودون في أنحاء العالم قاطبة، وتاريخ الهجرة اللبنانية يعود الى أكثر من مائة عام.

 

إنّ هناك أكثر من ١٦ مليون لبناني خارج حدود وطنهم، ثمانية ملايين منهم لا يزالون على علاقة بالوطن، في حين لا ننكر بأنّ عدداً ولو قليلاً منهم لم يعودوا لبنانيين إلاّ في الهويّة.

 

نذكّر بأنّ ٤ ملايين لبناني صاروا من أهم أثرياء العالم.. وعلى سبيل المثال كارلوس سليم، ملك الاتصالات في العالم وغيره كثر.

 

العرب، وتحديداً في المملكة العربية السعودية يحبون لبنان، واللبناني مخلص للوطن الذي يحل فيه، ففي المملكة العربية السعودية أكثر من خمسماية ألف لبناني، يحتلون أهم المراكز هناك.. مع الإشارة الى أنّ عدداً كبيراً منهم صار من الأثرياء، كالحاج حسين العويني، ورجل الأعمال نجيب صالحة صاحب فندق فينيسيا، ورجل الأعمال دولة الرئيس عصام فارس الذي جمع ثروته في المملكة، ولن ننسى شهيد لبنان الكبير دولة الرئيس رفيق الحريري، الذي حقق نجاحات كبيرة، وصار من أكبر الأثرياء في العالم، ويكفي أنه صرف قسماً من ثروته على تعليم ٣٥ ألف طالب جامعي، التحقوا بجامعات الولايات المتحدة وأوروبا… والأهم من ذلك كله… انهم كانوا من مختلف الطوائف والمذاهب.

 

هذا نموذج شعبنا اللبناني… استحلفكم بالله ان تجيبوا على سؤال يتردد على الألسن: كم لبناني موجود في العراق..؟ وكم عدد اللبنانيين في إيران؟ الجواب بالتأكيد: لا يوجد.

 

فلماذا نذهب الى إيران أو الى العراق؟ سؤال نطرحه، بل هو يطرح نفسه بإلحاح، ثم كيف هي الأحوال الامنية في البلدين؟

 

مع محبتنا للعراق كدولة عربية… إلاّ أنه لا توجد فيها فرص عمل بسبب الأوضاع الامنية غير المستقرة، والأوضاع في إيران أشد قساوة وأسوأ مما هي عليه في العراق، وشعبا البلدين يرزخان تحت فقر شديد… ثم إذا تناولنا قضية التعامل التجاري فنقول: كيف نستطيع الحصول على المشتقات النفطية من بنزين وفيول في ظل العقوبات المفروضة على إيران؟ فهل نعرّض أنفسنا وبلادنا لخطر داهم وعقوبات مشابهة؟ وهل تناسى السيّد ما حصل مع البنك الكندي وبنك الجمال؟

 

نفهم ان السيّد يتسلم أمواله من إيران، وبالدولار. وهنا نسأله: لماذا يتعامل بالدولار الاميركي وهو خصم للولايات المتحدة ويصفها بأنها دولة إستعمارية؟ وأين شعار الشيطان الأكبر والشيطان الأصغر؟ ولماذا لا يتعامل مع إيران بالتومان؟

 

وهنا لا بد من التساؤل: لماذا تدفع إيران هذه المبالغ الكبيرة وتحرم الشعب الإيراني منها خصوصاً أنّ ٨٠٪ من الشعب الإيراني أصبح تحت خط الفقر؟

 

يا سيّد، اللبناني إنسان حرّ لا أحد في العالم يستطيع أن يفرض عليه شيئاً.

 

اليوم السلاح هو الذي يتكلم والسلاح هو مصيبة لبنان، والسلاح هو الذي أبعد العالم العربي عن لبنان.

 

والسلاح هو الذي جعل السعودي يقاطع لبنان بعدما أعطى لبنان منذ عام ١٩٧٥ أكثر من ١٠٠ مليار دولار كمساعدات ومساهمات في الإعمار.

 

أخيراً… إذا كنت يا سيّد تريد حل المشكلة المالية التي يعاني منها لبنان، فضم سلاحك الى سلاح الشرعية… وليكن جيشك جزءًا من الجيش اللبناني، وأعدك أنه خلال أقل من سنة سيعود لبنان الى عهده الى أيام العز، وإلى العودة لمقولة: «لبنان سويسرا الشرق»