IMLebanon

«حرام لبنان»؟!

 

لي صديق عزيز، شاعر وكاتب، واستاذ جامعي، متعبّد لله وللبنان، ينهي تعليقاته على مقالاتي بكلمتين تعبران بصدق عما يقوله جميع اللبنانيين، وهم يتابعون يومياً الاخبار التي تسر عدواً، وتغضب صديقاً.

 

«حرام لبنان» كلمتان اردتهما ان يتوجا مقالتي حول المؤتمر الصحافي الذي عقده النائب جورج عدوان رئيس لجنة الادارة والعدل في دولة لا ادارة فيها ولا عدلاً، بمشاركة سامي علوية رئيس مصلحة نهر الليطاني، لمناسبة صدور الكتاب التوثيقي عن نهر الليطاني وبحيرة القرعون ونهري قب الياس والبردوني، وعن التلوث الكارثي الذي تقذفه البلدات والبلديات والمستشفيات والمعامل والمصانع والكسارات والمرامل والحيوانات والطيور النافقة ومجاري الصرف الصحي الى الانهر الثلاثة وبحيرة القرعون، منذ ثلاثين سنة، والامراض المميتة التي تصدره الاف الهكتارات المزروعة خضاراً وفاكهة وتسقى من مياه الصرف الصحي، الى مختلف المناطق القريبة والبعيدة، حاملة «ما فتح ورزق» من السموم والامراض.

 

القليل الذي كشفه عدوان وعلوية من مضمون الكتاب الخطير، يستحق وحده ان يطيح برؤوس كثيرة، تعمدت ان تملأ خزائنها وودائعها المصرفية، من امراض الناس وموتهم وفقرهم ومعاناتهم، والاكثر اجراماً وحساسية في هذه الجريمة، ان يتدخل نواب ومسؤولون لتغطية هؤلاء القتلة وحمايتهم، بكل «عين بلقة»، واقول «عين بلقة» لان عدوان كشف ان نواباً تدخلوا لدى قضاة لمصلحة هؤلاء الجزارين، ولولا تعيين رئيس جديد لمصلحة الليطاني يتحلى بمناقبية واخلاق ووطنية، وشجاعة على خلاف من سبقه الذين كانوا يرون موت الليطاني وبحيرته وفروعه و«يطنشوا» على قاعدة «ما رأينا، ما سمعنا»، لكانت كارثة الليطاني ما تزال غارقة في وحول الفساد والفاسدين، ومن يحميهم ويشاركهم في المغانم.

 

***

 

الوجه الاخر، لمجموعة المصرِّين على استغلال كارثة الليطاني لجني الارباح الطائلة من المبالغ التي يتم التداول بارقامها، والتي يقال انها في حدود 900 مليون دولار لتنظيف البحيرة هو ما سبق لي واثرته في مقال سابق، عن عرض قدمه مسؤول احدى الشركات الاميركية الكبرى العاملة في منطقة الشرق الاوسط، وهو لبناني، حريص على لبنان، والمبلغ الذي قدمه هو نصف المبلغ المتداول، ولم يرفض طلبه فحسب بل هدد بالقتل ان هو استمر بملاحقة عرضه، ونصحته الشركة بوقف نشاطه ومغادرة لبنان، لانها غير قادرة على حمايته.

 

واذا اعتبر القضاء هذا الكلام اخباراً، فالمعلومات التي سبق لي ونشرتها موجودة ومنشورة ويمكن الرجوع اليها، فهل يقدم؟!

 

الليطاني وبحيرته… كارثة الكوارث.