IMLebanon

لبنان.. و”المتثعلبون”  

 

 

ماجرى ويجري في ” لبنان الحالي” هرطقة ” ، و”ثعلبة” منذ ٢٠٢١/١٠/٣٠ وحتى الأن حتى الآن ، لصالح “إيديولوجياتهم الخاصة” ، والتي غيّبوا بها “الدولة الوطنية اللبنانية” العربية الإنتماء والهوية ، كما أكّد على ذلك دستور ١٩٩٠ ، الذي عُدل بموجب القانون الدستوري الصادر في ١٩٩٠/٩/٢١ ، المبني على “إتفاق الطائف” ١٩٨٩/٩/٣٠ ، ( الذي رفضه هؤلاء منذ صدوره وقالوا فليذهب كل من يقبل به إلى الجحيم) .

 

كل ذلك لصالح ما يسمونه ” المشرقية” ، وليس “العربية” ، وقد أكّدوا على ذلك بقولهم ” نحن مشرقيين” ، وأضافوا “لو إن تيارنا اهتز قسيفقد كل مسيحيي الشرق وجودهم ” ..!! تصوروا الهرطقة والغطرسة والكذب السياسي ، الذي هو صفة لاصقة بهم .

 

هذه “الهرطقة” أعادتني بالذاكرة الى قصيدة لـ”أمير الشعراء” الشاعر العربي المصري ” أحمد بك شوقي” (١٨٦٨/١٠/١٦ – ١٩٣٢/١٠/١٤) ، وهو أحد مجددي الشعر العربي المعاصر ، ورائد الشعر المسرحي العربي، والشعر الديني والوطني.. وهو جاء معبرًا عن تجربة عصره.. وأنا واثق أنّ هؤلاء “المهرطقين” لا يعرفون شيًا عنه..!

 

وهذه القصيدة التي أرجع إليها دائمًا في مثل هذه المناسبات هي : “ما كان في ماضي الزمان محرّماً”، ومن أبياتها :

” مَا كَانَ في ماضي الزّمان مُحَرّمًا / لِلنّاسِ في هذا الزّمان مُباحُ .

 

صاغوا نُعوتَ فضائل لعيوبهم/ فتعذّر التمييز والإصلاح .

 

فالفتك فنّ والخِداع سياسة/ وغِنى اللصوص براعة ونجاح .

 

والعُرْيُ ظُرْف والفساد تمدّن/ والكذب لُطْف والرياء صلاح” . (المقصود بالعُري هنا “عدم المبدأ والخداع والزندقة)..!!

 

وهي تقصّ بأسلوب سلس عن أنّ هناك من يعتقد أنه قادر على تزييف الحقائق والتاريخ ، الحاضر والمستقبل ، بجرة قلم ، وأنه قادر على برمجة “الذاكرة الانسانية” لتنطلق بما يهوى!

 

وهذا ماينطبق على هؤلاء “المهرطقين المتثعلبين” في ” لبنان الحالي “، الذين يعتبرون أنفسهم هم الدولة اللبنانية ، والدولة اللبنانية هم..!!

 

ولا يزال هؤلاء يتابعون مسيرتهم في نشر الحقد والكراهية ، وعلى غرس الشر في أرض الوطن ما إستطاعوا إلى ذلك سبيلا ، وسلاحهم في ذلك ” الوهم الطائفي” ، وتخويف اللبنانيين المسحيين ؛ وخصوصًا من هم معهم ؛ من “الآخر اللبناني”!!

 

أي إغتيالهم عن سابق تصوّر وتصميم ضرورة وجود “لبنان – الرسالة الحضارية”- أو “أيقونة العيش المشترك”، وهو اغتيال متعمّد أيضاً لقرار الأمم المتحدة الصادر في ٢٠١٩/٩/١٦ القاضي بإنشاء “أكاديمية الانسان للتلاقي والحوار في لبنان” ومقرها “بيروت” بوجهها التاريخي الحضاري المميّز .

 

وذلك من أجل بقائهم في صورة المشهد السياسي اللبناني كما هم الآن ، فهم : إذا حدّثوا كذبوا ، وإذا أؤتمنوا خانوا ، والدليل على ذلك أنه حينما عاهدهم اللبنانيون الطيبون حماية الدولة اللبنانية غدروا بهم بعد حين..! ولا يزالون .

 

وفي مقدمة هؤلاء من يعتبر نفسه ” المعلم” ، و”عم” هذا “المعلم” .. وهما غررا مؤخرا بأحد تلاميذهم الذي يُصرف لهم أعمالهم ، وجعلوه “الضحية” وهم يتفرجان عليه يغرق في آمالهم المتحرّكة..!! (غررا في قواميس اللغة العربية تعني “عرضها للهلاك) .

 

هكذا هي حال “لبنان الحالي” : “ما كان في ماضي الزمان محرّمًا-هو في زمانهم مُباح-.. مع “الثعلب” الذي ليس له دين..!! وهي قصيدة أخرى لـ”أحمد شوقي” بعنوان “الثعلب والديك” ينهيها بهذا البيت من الشعر: “مخطئ من ظنّ يومًا أنّ للثعلب دينًا”.

 

و”شوقي” في قصيدته هذه لم يقصد نزع ” الدين” عن “المتثعلبين” -أي “المحتالين” من البشر ، لأنّ كلمة “الدين” التي استخدمها تعني هنا -“الحكم والعهد والذمّة والقانون”- .

 

… ويا للسخرية التي يثيرها في النفس هؤلاء: “المتثعلبون” ، العاجزون عن مواجهة “الحقيقة” في حربهم ضد “التاريخ” ، وما أتعس عقلهم الناضب العاجز عن الاتيان بجديد ، لأنهم أصلًا ليسوا لهم دين كم قال أمير الشعراء “أحمد.بك.شوقي”.