تعمد بعض الجهات السياسية إلى الترويج بأن الانتخابات النيابية إن جرت في وقت مبكر أو في موعدها المفترض في أيار من العام المقبل ستأتي بالتشكيلة النيابية ذاتها الموجودة حالياً في مجلس النواب.
هذه الجهات السياسية ترغب في زرع اليأس في نفوس الناس وثنيهم عن المشاركة في الانتخابات وترك المجال فقط لأتباعهم الذين جوعوهم للتصويت لصالحهم كي يستمروا ممسكين برقاب البلاد والعباد.
إن الرد على هذه النظرية يجب أن يكون بحثّ الناس على المشاركة بكثافة لم يسبق لها مثيل في الانتخابات والتصويت ضد من أوصلوا البلد إلى الانهيار وجعلوا من لبنان دولة فاشلة، والتصويت أيضاً ضد كل من تبنّى وأيّد وغضّ الطرف عن خيارات سياسية واقتصادية وأمنية دمرت هوية لبنان وجعلته ساحة للصراعات والمعارك ومنصة لمعاداة الأشقاء والأصدقاء وضربت استقراره وازدهاره وقضت على البنى التحتية فيه.
إن عدم المشاركة في الانتخابات تحت عنوان التغيير الجذري هذه المرة تعد جريمة كبيرة، لأن الوسيلة الوحيدة لهذا التغيير هي الأصوات الانتخابية التي ستملأ صناديق الاقتراع، وكل تخلف في هذا الإطار سيعزز موقع غالبية الطبقة السياسية الراهنة المتهمة بالفساد وهدر المال العام وضرب الدستور والقانون وسرقة مقدرات وقدرات البلد ومصادرة الدولة وقرارها، فهل تريدون لهذا الواقع أن يستمر؟
التغيير وقلب الطاولة هو بأيدينا ولكننا نحتاج بشدة وبسرعة إلى تكتل موحد من القوى الحية يواجه القوى التي قضت على الدولة وتحاول القضاء على ما تبقى من لبنان، تكتل يحمل برنامجاً سياسياً واقتصادياً واجتماعياً موحداً يواجه به برنامج الخراب المتواصل منذ عشرات السنوات، وتجسده شخصيات همها الأول والأخير هو مصلحة لبنان واللبنانيين فقط فلا سياسات عشوائية ولا حروب عبثية ولا عناوين فارغة، ولا شعارات بائدة، ولا غسل أدمغة ومصادرتها، نريد أن نعود للبنان وأن يعود لبنان إلينا وإلينا فقط.