IMLebanon

لا يصح إلّا الصحيح

 

 

بـ”كلمة سواء” أي ب”الحوار الإيجابي” بين الأطياف اللبنانية جميعها، وبطي صفحة سياسات الماضي البعيد والقريب، وطي “الأنا”الإنعزالية الإلغائية، وتغليب سياسات “نحن” الحضارية الجامعة، يبقى “لبنان- الرسالة”، و”الرسالة” هنا لا تعني فقط “العيش المشترك”، بل تعني كل مناحي الحضارة، والثقافة، التي كانت رسالة “لبنان الدولة الوطنية”، لا “لبنان الحالي”، لبنان كان يا ما كان”، الذي هو الآن كيان إجتماعي لا حول له ولا قوة.

 

وعلى أي حال فإن الزمان هو الذي سيحكم على من يعمل الآن ليبقى “لبنان الدولة الوطنية”، وليس كما هي الآن مجرد “كيان إجتماعي” لا حول له ولا قوة.

 

وهذا الزمان كما أكّد على ذلك الكاتب اللبناني النهضوي “جرجي زيدان” (ابن “عين عنوب” ١٨٦١- ١٩١٤)، والذي كان يمثّل همزة الوصل بين “الحركة العربية الناهضة” في أواخر القرن الـ١٩ وأوائل القرن الـ٢٠ و”حركة الاستشراق النشطة” في أوروبا و خصوصًا في القارة الأمريكية.

 

والذي كتب في هذا المجال عن انصاف الزمان لأعمال “الكبار الكبار” قائلًا: “الإنصاف الحقيقي في تقدير الأعمال، موكول للزمان الضامن الوحيد لبيان الحقيقة، إذ تتوالى الأجيال ويمضي المعاصرون، بما تضمه جوارحهم من تضاغن، أو تحاسد، ويبقى العمل فينظر إليه أهل الأجيال المقبلة بعين خالية من الغرض، فيحلونه محله من الإحسان أو الإغفال، عملًا بنسبة البقاء فيه الأصلح المبنية على قاعدة -لا يصح إلاّ الصحيح-“.

 

وبناء على مقولة “جرجي زيدان” نؤكد على أنه “لا يصح إلاّ الصحيح” مع اللبنانيين الذين يحملون الرسالة الوطنية نحو الأصلح” في لبنان “الدولة الوطنية المدنية الحديثة”، وهي “دولة القانون والمواطنة الحقيقية”،

 

في “وحدة وطنية إنصهارية” لا “أقليات ولا أكثريات، ولا طائفية تفرّق ولا مذهبية تمزق، ولا مناطقية تتناحر”، بل وطن طائفته هي “الوحدة الوطنية” ومذهبه هو “الإنصهار الوطني”في تحمّل المسؤوليات الوطنية في ” دولة القانون والمواطنة”، و هذا ما يجب أن يكون.

 

وهناك فرق كبير بين ما هو كائن الآن، وما يجب أن يكون، ليعود “لبنان”رسالة حضارية ثقافية في “الشرق الأوسط” كما “كان في ستينيات القرن العشرين الماضي” ، وليس كما هو الآن “كان يا ما كان.

 

وعليه أعود وأكرّر ان “الزمان” كما أكّد على ذلك “جرجي زيدان” سيُنصف من يُحافظ على “الصحيح الوطني اللبناني” بعروبته “إنتماء وهوية” بحسب دستور ١٩٩٠، ومن يغتال هذا “الصحيح الوطني” عمع سبق الإصرار والترصد ، لذا “لا يصح إلاّ الصحيح”.