تلقى وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل دعوة رسمية من نظيره الأميركي جون كيري للانضمام إلى الاجتماع الرباعي الذي يبدأ اليوم في فيينا بين وزراء خارجية أميركا وروسيا والسعودية وتركيا لمناقشة مستقبل سوريا وفق حل سياسي. وتكتّم باسيل على الدعوة التي تلقاها ليل الاثنين، إلى أن أبلغ الرئيس تمام سلام بمضمونها صباح أمس الأربعاء، لأن رئيس الحكومة لم يردّ على الاتصال الخليوي الذي كان أجراه وزير الخارجية والمغتربين به أول من أمس الثلثاء. وتجدر الإشارة إلى أن لبنان تلقى الدعوة الموجهة لوزير الخارجية والمغتربين إضافة إلى نظرائه، وعرف منهم وزراء خارجية إيران ومصر والعراق.
سيتوجه باسيل اليوم الخميس إلى العاصمة النمسوية، وعلمت “النهار” انه سيكون له مداخلة أمام المؤتمرين غدا الجمعة تحدد ما يريده لبنان، وهو إيجاد أي حل سياسي للأزمة السورية وإعادة اللاجئين الذين نزحوا الى مختلف الأراضي اللبنانية إلى أن فاق عددهم المليون و300 ألف نسمة، وقد سجّلوا لدى المفوضية العليا للاجئين، ما عدا غير المسجلين وعددهم لا يقل عن الاربعمئة ألف، ولهؤلاء انعكاسات سلبية على البلاد ديموغرافيا واقتصادياً وتجارياً. ويجدر التذكير بأن لبنان هو الدولة التي تستضيف أكبر عدد من اللاجئين السوريين وفقا لاحصاءات الأمم المتحدة ومنظمات دولية أخرى متخصصة في هذه المسألة. وسيركّز باسيل في مداخلته في مؤتمر فيينا على أن مشاركته في المؤتمر مبنية على خطاب واحد للخط اللبناني الثابت الذي يطالب بمحاربة الإرهاب وإعطائه الأولوية، لأنه يشكل الخطر الأكبر على لبنان كمثيله الكامن في أزمة اللاجئين، التي سيصفها باسيل بأنها “باتت تشكل خطرا وجوديا على لبنان”.
وسيدعو إلى بذل الجهد الجماعي لتحقيق ذلك، وبالتالي سيؤكد ان المشاركة الدولية والاقليمية مطلوب أن تكون كاملة كي ينجح المؤتمر، فتتوافر كل الشروط اللازمة للشعب في كل من سوريا والعراق ولبنان وباقي شعوب المنطقة للتعبير عن رأيها وتحديد خياراتها بنفسها من دون أي تدخل أجنبي. وسيؤكد حق السوري في تقرير مصيره وما يطلبه من النظام الذي يريده وفق حوار بين مؤيد للنظام ومعارض له.
ورأى وزير خارجية المجر بيتر ساير أمس بعد لقائه باسيل، في دعوة لبنان، أنها تندرج في إطار التوجه العالمي لاعتماد الحوار لشعوب المنطقة في اختيار ما يلائمها من صيغة حكم لدولها. وأشار مصدر مطلع في هذا المجال إلى أنه لا يمكن للبنان أن يتردد في قبول مثل هذه الدعوة، وان باسيل سيطلع على ما يراد من دعوة لبنان للمشاركة في هذا المؤتمر المخصص لمناقشة سبل معالجة الأزمة السورية، ويرى أنها طبيعية نظرا الى الانعكاس المباشر والتداعيات السلبية على معظم المجالات في البلاد، وسيتأكد مما هو مطلوب وسيرفض كل ما يمكن أن يطرح من اقتراحات لتذويب اللاجئ السوري في لبنان بإعطائه الجنسية أو القبول بمكوثه فترة زمنية بعد نجاح التوصل إلى حل سياسي للأزمة السورية.
وأفاد تقرير ديبلوماسي علمت به “النهار” أن وزير خارجية روسيا سيرغي لافروف طلب من باسيل ووزيري خارجية كل من مصر سامح شكري والعراق هوشيار زيباري الاجتماع اليهم قبل انعقاد المؤتمر الرباعي عند السادسة مساء بتوقيت غرينيتش. كما علم ان وزير خارجية إيران محمد جواد ظريف اعتذر عن عدم المشاركة، وسيكلف نائبه لشؤون الشرق الأوسط وأفريقيا حسين أمير عبد اللهيان.
وجاء في التقرير أن لافروف لم يرقه مستوى التمثيل الايراني هذا، فاتصل بظريف مرتين أمس متمنيا عليه المشاركة شخصيا. وتردد أن رئيس الديبلوماسية الإيرانية تحفظ عن تلبية الدعوة شخصيا لأنه لم توجه إليه دعوة في اجتماع فيينا الأول يوم الجمعة الماضي.
وعلم ليلا ان ظريف وافق على المشاركة يرافقه ثلاثة من نوابه هم عبد اللهيان، وعباس عرقجي وماجد تاخت روانجي.