اغتيال الولايات المتحدة الأميركية قائد فيلق القدس الإيراني الجنرال قاسم سليماني هو نقطة تحول كبرى في المواجهة المتدرجة بين إدارة الرئيس ترامب والجمهورية الإسلامية في ايران والانتقال من المواجهة بالواسطة الى المواجهة المباشرة وهذه العملية تذكرنا بإسقاط ايران الطائرة الأميركية فوق مياه الخليج حيث عاش العالم ساعات من الانشداد والتأهب لمستوى الرد الأميركي وذلك قبل تجاوز الإدارة الأميركية تلك الواقعة من دون رد استراتيجي لأنها لم توقع ضحايا بشرية أميركية.
اغتيال الولايات المتحدة قائد فيلق القدس الإيراني الجنرال قاسم سليماني وضع ايران أمام اختبار اشد صعوبة من الاختبار الأميركي بسبب رمزية الجنرال سليماني في الداخل الإيراني إذ يتقدم الاستطلاعات على جميع القيادات الإيرانية بالإضافة إلى رمزيته الخارجية في الساحات التي يسيطر عليها ويدير نزاعاتها الداخلية والخارجية في العراق وسوريا واليمن ولبنان وغزة بالإضافة الى تأثيره على التمدد الإيراني الخارجي في أفريقيا وأوروبا والأمريكيتين وعندما تستهدف أميركا هذه الرمزية يصبح التفكير بكيفية الرد الإيراني امر بالغ الخطورة والتعقيد.
اغتيال الولايات المتحدة الأميركية قائد فيلق القدس الإيراني الجنرال قاسم سليماني رفع مستوى التنبه والاستنفار الدولي الأوروبي والروسي والصيني بالإضافة الى العديد من الدول المعنية باستقرار منطقة الشرق الأوسط والتي عبرت جميعها عن خطورة المنحى التصعيدي وطالبت بخفض مستوى التوتر لإدراكها خطورة تصاعد المواجهة المباشرة التي ذهبت إليها أميركا عن سابق تصور وتصميم وتهديد الخيارات الإيرانية بين الحرب أو التفاوض مع الاستعداد لكل التطورات التي قد تنجم عن اي رد إيراني محتمل وخصوصا بعد المناورات البحرية الأخيرة بين الصين وروسيا وايران ومحاولة بناء تحالفات دولية عسكرية في مواجهة أميركا.
اغتيال الولايات المتحدة الأميركية قائد فيلق القدس الإيراني الجنرال قاسم سليماني وتصدر أميركا المواجهة وتغيير قواعد الاشتباك في المنطقة من وقوف أميركا خلف أصدقائها وحلفائها إلى اختيار المواجهة المباشرة مع ايران ووقوف أصدقائها وحلفائها خلفها مما يعقد كثيرا كيفية تعامل ايران مع الرد على عملية الاغتيال وخطورة استهدافها المباشر لاي هدف أمريكي لأنها ستضع العالم أمام المفاضلة بينها وبين أميركا. وإيران تعرف أن العالم سيختار أميركا مما قد يدفع إيران الى الابتعاد عن استهداف أميركا مباشرة واختيار أهداف قريبة جدا من أميركا من لبنان أو سوريا أو العراق أو اليمن.
اغتيال الولايات المتحدة قائد الحرس الثوري الإيراني الجنرال قاسم سليماني وضع كامل المنظومة التي كان يقودها الجنرال سليماني في حالة تأهب واستنفار في العراق وسوريا ولبنان واليمن وغزة بموازاة استنفار الدول الصديقة والحليفة لأميركا في المنطقة والتي تعيش حالة مواجهة طويلة مع إيران منذ سنوات طويلة ولا بد من الأخذ بعين الاعتبار التباين بين ساحات النفوذ الإيراني بين ساحة وأخرى على المستوى الشعبي، فالشارع العراقي يعيش انقسامات حادة أدت الى استقالة الحكومة مما استدعى مناشدة ممثل المرجع السيستاني الى تجنيب العراق المواجهة بين أميركا وايران وكذلك في لبنان الذي يشكل رأس الحربة والنموذج الأول في مواجهة أميركا وإسرائيل والذي يعيش حالة من الانقسام العامودي الحاد ومخاطر أمنية وعسكرية ومالية حقيقية مما استدعى صدور بيان عن الخارجية اللبنانية يدين الاغتيال ويدعو إلى تجنيب لبنان تداعيات اغتيال سليماني وإبعاد لبنان عن انعكاسات هذا الحدث الخطير. ويبقى السؤال عن مصير لبنان بعد اغتيال سليماني.