IMLebanon

لبنان والسعودية: أين الخطأ؟

الهدف «الطبيعي» للحركة السعودية الخليجية ضد لبنان «الرسمي» هو تشكيل قوة ضغط داخل لبنان على مختطف لبنان وهو «حزب الله»٬ ممثل إيران في المنطقة العربية.

يردد ثلة من ساسة لبنان٬ مثل نواب من حزب الكتائب٬ بأنهم لم يخطئوا حتى يعتذروا للسعودية٬ وهذا صحيح بالنظر الضيق٬ لكنهم وكل الطبقة السياسية في لبنان مصدر للخطأ والخلل٬ حين استسلموا لاحتلال حزب عميل لإيران مقاليد الحكم في لبنان٬ مقاليد الحكم الحقيقية.

يبدو أن أبرز زعيم سياسي لبناني فهم طبيعة «التحول» السعودي الحازم٬ هو رئيس الهيئة التنفيذية لحزب القوات اللبنانية سمير جعجع.

تصريحات الرجل تشي بأنه يدرك تماًما أبعاد السياسة السعودية٬ وما هو المطلوب من لبنان الدولة.

بسؤال مختصر٬ ماذا يستفيد لبنان من إيران٬ وماذا يستفيد من السعودية ودول الخليج؟

كم عامل وموظف وشركة ومحل لبناني في إيران٬ وكم مثل ذلك في الرياض وجدة والدمام والمنامة والدوحة والكويت وأخيًرا أبوظبي والشارقة ودبي؟

حسب دراسة نشرتها «العربية نت» فإن عدد اللبنانيين الذين وجدوا في إيران منذ قيام حكم الملالي ألف شخص٬ أغلبهم كوادر لـ«حزب الله»٬ بينما في السعودية فقط عدد اللبنانيين نحو أربعمائة ألف شخص٬ ناهيك عن نحو مائة وخمسين ألف شخص في الإمارات٬ يحول هؤلاء كلهم زهاء 8 مليارات دولار لداخل لبنان.

ناهيك عن الاستثمارات الخليجية المتنوعة في لبنان٬ وأعداد السياحة العالية في ربوع بلاد الأرز. وغير ذلك كثير٬ فكيف تعوض دولة الملالي المنهكة في إيران كل هذا الأمر؟

«حزب الله» في حالة حرب علنية ضد السعودية ودول الخليج منذ عقود من السنين٬ وليس من سنة أو سنتين٬ فإما أن يتخلص لبنان عملًيا من هذا الحزب الإرهابي الذي امتد إرهابه للبحرين والكويت واليمن والسعودية٬ وإما المواجهة الحتمية.

قال سمير جعجع٬ إن بيان مجلس الوزراء الذي تلاه تمام سلام٬ حول الأزمة مع السعودية٬ ليس مرضًيا. ونقلت وكالة الأنباء اللبنانية الرسمية عن جعجع تشديده على الحكومة اللبنانية أن تطلب: «من (حزب الله) الانسحاب من المواجهات العسكرية التي يخوضها في الدول العربية كافة٬ وإلا فستتفاقم الأزمة٬ إذ عليها وضع الإصبع على الجرح والتوجه إلى (حزب الله) لسحب قواته من سوريا».

صدق الحكيم جعجع٬ هذا هو أصل الداء اللبناني. وعلاجه الانتفاض على حزب إرهابي خطف الدولة. مستحيل أن يبقى لبنان الدولة مع بقاء «حزب الله» الدويلة.

دويلة تدرب حملة الموت في كل عواصم الجزيرة العربية.