Site icon IMLebanon

لبنان والدعم السعودي للعراق

 

رفض المالكي نتائج الانتخابات العراقية وفوز علاوي عام٢٠١٠، وتعثّر تشكيل الحكومة في العراق فبادر الملك عبد الله بن عبد العزيز دعوة الطيف العراقي الى الاجتماع بالرياض للاتفاق. فكانت النتيجة ان ذهبوا الى أربيل ١ وتمّ توقيع اتفاق بين المالكي والبرزاني حول اقتسام السلطة في آب ٢٠١٠ برعاية سريّة اقليمية وعربية ودولية وتولى طالباني رئاسة الجمهورية والمالكي رئاسة الحكومة وذلك قبل خروج القوات الاميركية من العراق في نهاية شهر كانون الاول ٢٠١٠.

اقدم البوعزيزي على حرق نفسه في ١٧ /١٢ /٢٠١٠ عشية الخروج الاميركي من العراق في ٣٠ كانون الاول ٢٠١٠، ثم كانت عملية تفجير كنيسة القديسين في الاسكندرية في ٦ كانون الثاني يناير ٢٠١١ وبدء حركة «كلنا خالد سعيد». ثم جاءت عملية إسقاط حكومة سعد الحريري في ١٢ كانون الثاني ٢٠١١ وهو في البيت الابيض مما يعني الاطمئنان لردة الفعل الاميركية ثم تنحي زين العابدين بن علي في ١٤ يناير ثم القاهرة ميدان التحرير في ٢٥ يناير كانون الثاني ٢٠١١ وتكليف ميقاتي في نفس اليوم.

اتفاق أربيل١ كان بداية زمن جديد في المنطقة، كان الرابح الأساس فيه كل من تركيا وإيران. وهذا ما جاء في خطبة الجمعة التي ألقاها الخامنئي باللغة العربية مخاطبا الشعب المصري بعد تنحي مبارك في ١١ شباط ٢٠١١، مقدّماً التجربة الايرانية نموذجاً لمصر والمنطقة. وكانت الزيارة الاولى لمرسي الى ايران ثم استقبال احمدي نجاد في القاهرة ناهيك عن دور تركيا في كل بلدان ربيع الاسلام السياسي.

بعد ٣٠حزيران ٢٠١٣ وحركة تمرّد في مصر والتي أطاحت بحكم الاخوان، بدأ الانهيار مع اعلان دولة داعش في العراق في ٢٩ حزيران ٢٠١٤ اي بعد عام على التغيير في مصر. وسقط اتفاق أربيل ١ وضاع العراق من أيدي ايران والمالكي والبرزاني خلال ساعات مما استدعى اشعال حرائق في اليمن وغزة والضفة وسوريا وتشكل التحالف الدولي لمحاربة داعش وسقط المالكي وتولى العبادي مع الحرص الاميركي على تحقيق الاتفاق النووي مع ايران الذي وقّع في ٢ نيسان ٢٠١٥ .

كانت أربيل ٢ في ٢٥ أيلول ٢٠١٧، يوم ذهب الأكراد للاستفتاء على الانفصال وإقامة الدولة الكردية بكلّ ما تعنيه هذه الدولة من تحدّ لتركيا وايران والعراق. وقد شاهدنا كل تفاصيل الحدث وتداعياته، مع الحديث عن إقامة دولة الأكراد ودولة العرب الشيعة ودولة العرب السنة وسقوط كل مقومات وحدة العراق والدخول في نزاع اهلي مدمر، الى ان جاءت زيارة رئيس حكومة العراق العبادي الى السعودية والاجتماع بالملك سلمان بحضور تيلرسون وزير خارجية أميركا ووقوف السعودية مع وحدة العراق وفتح الحدود وعودة الطيران وإقامة التوازن الإنساني الانمائي وحماية الشراكة الوطنية ووحدة ألعراق.

ان ما قامت به السعودية حفظ وحدة الدولة والشعب في العراق ومنع النزاع المسلّح بين الأكراد وكل من تركيا وايران وشكّل دعماً للتحالف الدولي لمحاربة الارهاب والذي تعرف عنه الكثير وزارة الخارجية وقادة الامن في لبنان، وعن النقاشات الاستراتيجية في هذا المجال، وكيف ان رعاة الفوضى الخلاقة الذين أداروا كل التعهدات والمقاولات السابقة في المنطقة حدث لديهم تغيير كبير في الأولويات وفي مقدمتها منع الفوضى والقضاء على الارهاب وإنهاء النزاعات واعادة الاعمار وبناء الدولة الاقتصادية الاجتماعية. ولا بد ان يستفيد لبنان من الدعم السعودي للعراق.