Site icon IMLebanon

لبنان والقمم

 

إذاً، هي القمة التي لم يسبق لنا أن عرفنا قبلها إشكالات رافقت أي قمة عربية أو غير عربية (الفرانكوفونية) ولبنان ليس طارئاً على القمم حضوراً ودوراً واستضافة.

 

ولقد كان من حسن التقادير  أنه قٌيض لي أن أشارك في الأعمال التمهيدية للقمتين العربية والفرانكوفونية من خلال عضويتي في اللجنة التحضيرية العليا لكلا القمتين ممثلاً  وزارة الإعلام، في حينه… ولا أذكر أننا واجهنا أي مشكلة أو إشكال، أقله في المرحلة التحضيرية… وطبعاً خلال انعقاد القمتين وأيضاً في ما بعد  ارفضاض كلٍ  منهما.

 

أما ما عرفناه وعايناه وعانيناه أيضاً في هذه الأيام المحمومة، فيتجاوز كلّ تقدير.

 

وكانت بيروت مقراً لثاني قمة عربية بعد قمة إنشاص في الاسكندرية (28  و29 أيار 1946) اذ عقدت القمة (الأولى خارج مصر) التي استضافها الرئيس كميل شعمون في 13 و14 و15 تشرين الثاني 1956 دعماً لمصر ورئيسها جمال عبد الناصر بعد «العدوان الثلاثي» في ذلك العام الذي استهدف مصر وشاركت فيه فرنسا وبريطانيا و«إسرائيل» في حينه لم تكن القمة العربية قد أصبحت مؤسسة بدليل أن عقداً كاملاً من الزمن فصل بين قمتي إنشاص وبيروت.

 

واقتضى مرور نحو خمسة عقود، تحديداً 46 عاماً (من 1956 الى 2002) ليستضيف لبنان القمة مرّة ثانية في 27 و28 آذار 2002.

 

وكادت هذه القمة أنّ تصاب بنكسة بسبب خلو بيانها الختامي من فقرة تنص على «حق اللاجئين الفلسطينيين في العودة الى وطنهم» وقد تدخلت المملكة العربية السعودية لدعم موقف الرئيس إميل لحود،  رئيس القمة في إدخال «حق العودة» في المقررات التي كانت أبرزها وأهمها مبادرة رئيس الوفد السعودي الأمير (آنذاك) عبد الله بن عبد العزيز،  لحلّ أزمة الشرق الأوسط المرتبطة بحل الأزمة الفلسطينية. ولا تزال مبادرة الأمير عبد الله التي عُرفت  بمبادرة قمة بيروت للسلام، مطروحة في الأروقة العربية والعالمية حيث يُجرى البحث عن السلام المفقود… مع العلم أن «صفقة القرن» المطروحة في هذه المرحلة تطيح مبادرة بيروت جملة وتفصيلاً، وتقضي على أي أمل في عودة اللاجئين الفلسطينيين الى ديارهم في فلسطين المحتلة…

 

والقمة الثالثة البارزة في بيروت عُقدت بعد سبعة أشهر من القمة العربية (في 27 و28 و29) تشرين الأول من العام 2002 أيضاً). وكان نجمها الساطع الرئيس الفرنسي جاك شيراك الذي شهد بأنّ التنظيم الذي لمسه المشاركون في لبنان فاق أهمية أيّ تنظيم لأي قمة فرانكوفونية أخرى عقدت في أيٍ بلد من القارات بما فيها بلدان العالم الأوّل مثل كندا التي سلمت الرئاسة إلى لبنان.

 

سردنا هذه الوقائع بسرعة لنؤكّد على اثنين:

 

الأول: لبنان عريق في علاقته بالقمم مشاركة واستضافة وفاعلية.

 

الثاني: ما كان أغنانا عن هذه الهمروجة المؤذية التي نغّصت من دون أدنى شك، الفرحة بالقمة العربية الاقتصادية، وانعكست سلباً على مستوى الحضور.. على أمل ألا تنعكس سلباً على النتائج المتوخاة.