IMLebanon

لبنان عربي… عربي… ولن يكون فارسيا

 

مهما حاولت دولة الفرس التستّر وراء علم فلسطين ومهما أنشأت من فيالق القدس أو غيرها ومهما حاولت أن تدّعي أنها تريد تحرير فلسطين وتريد تحرير القدس فهذا الكلام كله غير صحيح، لأنّ مشروع إيران هو مشروع الامبراطورية الفارسية، مشروع إيران نعم هو مشروع ولاية الفقيه، مشروع إيران حقاً هو مشروع الفتنة، مشروع إيران حقاً هو مشروع كتاب هنري كسينجر وزير خارجية أميركا اليهودي الذي لم يتحمّل كيف اتفقت الدول العربية مع بعضها البعض.

نعم، كيف اتفقت جمهورية مصر العربية برئاسة أنور السادات والجمهورية العربية السورية برئاسة حافظ الأسد، والمملكة العربية السعودية بقيادة المغفور له الملك فيصل الذي أعلن من دمشق وبعد صلاة يوم الجمعة أنّه سيصلّي في القدس بإذن الله، وطبعاً، معروفة بقية القصة… فبكل بساطة قتلوا الملك فيصل.

لم يتحمّل كيسنجر أن يتفق العرب في ما بينهم ويحققوا أول انتصار عسكري في تاريخ الصراع العربي الاسرائيلي، وهكذا قرر كيسنجر أن يخلق فتنة في العالم العربي والاسلامي، فتنة بين أهل السُنّة والشيعة.

وهكذا أتوا بآية الله الخميني الذي كان يعيش في العراق وأرسلوه الى باريس ليتحضّر لمشروع الفتنة.

استغنت أميركا عن أهم حليف لها في الشرق الأوسط، الشاه محمد رضا بهلوي، من أجل الفتنة، وهذا ما حصل فور عودة آية الله الخميني الى طهران بطائرة «اير فرنس».

بدأ آية الله الخميني مسيرته بحرب استمرت لمدة 8 سنوات مع العراق تحت شعار تصدير الثورة، أي أنه يريد أن «يشيّع» العراق، طبعاً الرئيس صدّام حسين خاض حرباً ضروساً مع إيران أسفرت عن تدمير دولة العراق وتدمير الدولة الفارسية.

خطأ الرئيس صدّام حسين هو احتلاله لدولة الكويت الشقيقة… طبعاً دفع العرب بسببه أغلى الأثمان هذ الخطأ مهّد للإحتلال الاميركي للعراق في العام 2003… وأوّل ما فعلت أميركا في العراق أنها بادرت الى حلّ الجيش العراقي لكي تفسح في المجال لاشتعال

 الفتنة السنّية – الشيعية… وهذا ما حصل!

ومنذ العام 2003 والى يومنا هذا لا يزال العراق يعاني من الفتنة التي انتقلت الى سوريا تحت شعار أنّ الفرس يريدون تشييع السُنّة في سوريا…

ويجب أن لا ننسى أنّ إيران استغلت الاحتلال الاسرائيلي للبنان في العام 1982 فدعمت المقاومة الوطنية اللبنانية التي خططت لها بأن تكون شيعية ولم يسمح لبقية الطوائف من الدخول بدعوى أنّ الجنوب اللبناني في أغلبيته شيعي، وهذا طبعاً غير صحيح.

هذه المقدمة كلها لنصل الى ما وصلنا إليه اليوم حيث كما قال الوزير نهاد المشنوق إنّ أحد الوزراء قال في مجلس الوزراء لو خيّر لبنان بين أشقائه العرب وبين إيران فإننا مع الفرس، على حد قول الوزير المشار إليه.

له الحق أن يقول ما يريد ولكنه يتكلم عن نفسه لأنه لا يوجد إجماع على هذه النقطة ويجب أن يوافق شركاء الوطن على هذا الموضوع.

وهنا أريد أن أسأل معالي الوزير الذي يريد أن يأخذنا الى إيران: ما هي مصلحة لبنان واللبنانيين في إيران؟ كم عدد اللبنانيين الذين يعملون في إيران؟ ما هو حجم التبادل التجاري والاقتصادي مع إيران؟

يا معالي الوزير الايراني أنّ لبنان عربي ولن يكون غير عربي مهما حاولت بالسلاح وبغير السلاح لا يمكن أن تغيّر طبيعة لبنان، لبنان خلقه ربّه عربياً وهو عضو مؤسّس في جامعة الدول العربية، فما علاقة لبنان بالفرس؟ الفرس يكرهون الاسلام لأنه أسقط الامبراطورية الفارسية والعرب حاربوا آية الله الخميني ومنعوه من تحقيق دول ولاية الفقيه.

أما الموضوع الأهم الذي طرحه الوزير نهاد المشنوق فهو موضوع تدخل «حزب الله» في دول عديدة، وفي إحصاء بسيط للخلايا الارهابية النائمة أو الفاعلة في سنة 2015 والتي يدعمها ويشغلها الحرس الثوري الايراني نجد أنّ هناك 8 دول هي كينيا ونيجيريا وقبرص وبلغاريا والسعودية والكويت والبحرين والإمارات هذه الدول فيها خلايا نائمة، هؤلاء الشباب من أين أتوا؟ أين تدرّبوا؟ ماذا ذهبوا ليفعلوا في تلك الدول؟ خرجوا من لبنان وتدرّبوا في لبنان، و8 من أصل 10 موقوفين في تلك الدول هم لبنانيون، ليست مهمتنا أن نعلن عنهم، هذا شأن الدول المعنية، هل هذه هي سياسة لبنانية؟ وهل الحوار والنقاش وتجنيب لبنان الفتنة المذهبية وما يجري في العالم العربي يمكن أن يوصل الى نتيجة مع هكذا أفعال؟

في الكويت مخازن أسلحة ومتدربون… لماذا؟ ولماذا في نيجيريا وفي كينيا مخازن أسلحة (للحزب)؟ هذه السياسة الى أين توصل؟

في الخطاب الأخير يخاطب السيّد نصرالله الدول عن حق أو عن باطل بأنها تسعى للتنسيق مع إسرائيل ويخوّنها، ولنفرض أنّ ذلك صحيح فهل تساءل السيّد نصرالله لحظة: لماذا وصلت هذه الجهات الى الأمن لتحمي ذاتها؟ انّ لدى الجميع خوفاً من السياسة الايرانية في المنطقة.

إذا كان الخطاب الأخير الذي أدلى به السيّد نصرالله صحيحاً فهو نتيجة السياسة الاميركية في المنطقة التي مهمتها تخوين الناس.

فماذا ننتظر من هذه الدول التي بدلاً من أن تلجأ الى الاميركيين والاوروبيين لمساعدتها تلجأ الى الشيطان، ولكن من أوصلها الى الشيطان؟ عقيدتها؟

لا يمكن مخاطبة أهل السُنّة بهذه الطريقة، فإذا كنت حريصاً فلتلجأ الى الأسباب والموجبات، أمّا أن تلجأ الى أساليبك وتخوّن هذه الدولة أو تلك… فما علاقتنا بالكويت وكينيا والبحرين والإمارات؟

في أي حال، إننا نلتقي كذلك مع قول الوزير نهاد المشنوق بأنّ اللبنانيين محكومون بالحوار والوفاق الذي لا بديل عنه، لأنّ ما يخالف ذلك لن يوصل إلاّ الى الخسائر للجميع.