يطلب لبنان اليوم من وفد عربي يزور بيروت لبضع ساعات، دعماً عربياً عملياً لمواجهة الارهاب ووضع حد لتداعيات الأزمة السورية على لبنان والإفراج عن العسكريين الذين يحتجزهما تنظيمان ارهابيان من نحو خمسة أشهر. وفيما كان المسؤولون يستعدون لاستقبال الوفد الذي يتألف من النائب الأول لوزير الخارجية الكويتي الشيخ صباح الخالد الصباح بصفة بلاده الرئيسة الدورية للقمة العربية، ووزير خارجية موريتانيا أحمد ولد تغيدي بصفة بلاده الرئيسة الدورية لمجلس وزراء خارجية الدول العربية، والأمين العام للجامعة نبيل العربي في زيارة تضامنية مع ما يواجهه لبنان من تحديات، تلقى افراد معلومات عن التفجير الانتحاري الذي استهدف جبل محسن، والذي سيضاف الى جدول المحادثات في بيروت.
وسيشرح المسؤولون خطورة التفجير الانتحاري وما ينتظر البلاد من زعزعة للأمن سواء كان المنفذان ينتميان الى “داعش” وفق وزير الداخلية نهاد المشنوق، او الى “جبهة النصرة” التي سارعت الى اعلان مسؤوليتها عبر الـ”تويتر”، المهم ان التفجير يرمي الى اعادة اشعال فتنة سنية – علوية، وقد برهن الجبل وذوو الضحايا عن تقبل هذه المصيبة لاطفاء الفتنة.
وأفادت مصادر موثوق لها “النهار” ان الخطر الارهابي الذي يهدد لبنان يجب أن يقابله دعم عربي في كل المجالات ليس فقط المالية، مع التذكير بأن الملك السعودي عبدالله بن عبد العزيز تبرع قبل أشهر بمليار دولار للجيش والاجهزة الأمنية لمكافحة الارهاب، والمطلوب ان تتعاون الدول لمنع مخطط التنظيمين للعبث بأمن لبنان.
ولفتت الى أن أهل الجبل لم يقعوا في الفخ الذي نصبه التنظيم للإيقاع بين الجبل وباب التبانة.
ونقلت عن مسؤول أمني أن تحقيقاً سرياً فتح لمعرفة الثغرة التي من خلالها خرقت التدابير الامنية المتخذة وفق خطة أرست الاستقرار في عاصمة الشمال بعد اقتتال دام أشهراً بين باب التبانية وجبل محسن.
وافادت مصادر أمنية أخرى “النهار” أن تأهباً للأجهزة الامنية سجّل منذ ليل السبت في الأماكن التي يمكن الارهاب ان ينفذ عمليات انتحارية فيها. كتلك التي وقعت في جبل محسن. كما ان الاجهزة المختصة تراجع لوائح اللبنانيين المنضوين في “جبهة النصرة” او تنظيم “داعش” لرصد تحركاتهم ومنعهم من القيام بعمليات انتحارية مماثلة في أماكن قد تكون من الضاحية الجنوبية لبيروت، وفقاً لما نُقل عن المدير العام للأمن العام عباس ابراهيم.
وأشارت ان المعلومات عن زعزعة الاستقرار الامني في السنة الجديدة كانت متوقعة على جبهة عرسال وعدد من القرى البقاعية الشيعية والمسيحية، ولم يكن وارداً تجدّد العنف في طرابلس، باعتبار أن المتخاصمين كانوا متفقين على التقيد بالخطة الامنية التي أراحت الجميع.
وشددت على أهمية التيقظ وتكاتف القوى السياسية، حتى المتخاصمة منها، من أجل منع فتح معارك من التنظيمات الارهابية، تجنباً لـسورنة” الوضع الأمني أو “عرقنته”.