Site icon IMLebanon

لبنان في الأمم المتحدة.. والتركيز على “الأونروا” والنازحين

 

يلقي رئيس الجمهورية العماد ميشال عون غداً، كلمة لبنان امام الجمعية العامة للامم المتحدة في دورتها اﻟ ٧۳ العادية. ويركز الرئيس بحسب مصادر ديبلوماسية على تنفيذ لبنان للقرارات الدولية لا سيما القرار ١٧٠١، وضرورة تمويل الدول ﻟ “الاونروا”، وضرورة تنفيذ المبادرة العربية للسلام لايجاد حل للصراع العربي – الاسرائيلي، وضرورة عودة النازحين السوريين الى بلادهم. فضلاً عن ان لبنان يعمل لتشكيل حكومة جديدة. ويجري الرئيس لقاءات ثنائية مع عدد من قادة الدول.

 

وتفيد مصادر ديبلوماسية ان مجموعة الدعم الدولية للبنان لن تنعقد على هامش الدورة مع ان الوضع اللبناني وتشكيل الحكومة سيحتل اهمية في اعمال الامم المتحدة وفي اللقاءات والمشاورات بين الدول الكبرى ولبنان. هناك سببان وراء عدم التآمها، الاول متصل بمرحلة تشكيل الحكومة ومن الافضل انتظار التأليف لعقد مؤتمرات دولية من هذا النوع لان على لبنان ان يحمل اجوبة حول ما يفترض ان يقوم به من التزامات دولية. والثاني، ان المؤتمرات الدولية المنبثقة عن المجموعة مثل مؤتمر “سيدر” ومؤتمر دعم الجيش اللبناني ومؤتمر دعم الدول المضيفة للنازحين السوريين ومنها لبنان عقدت في الثلث الاول من السنة الجارية. وأي اجتماع الآن لن يعمل الا على زيادة الدعم المعنوي والسياسي لاستقرار لبنان وتحييده عن ازمات المنطقة.

 

وتؤكد المصادر، ان لأزمة التأليف وجهين، الاول داخلي، والثاني خارجي حيث تريد بعض الاطراف ان تأخذ الحكومة الى المحور السوري – الايراني، متذرعة بنتائج الانتخابات النيابية وبالاحجام. ونتيجة لذلك، فان الوجه الاول للأزمة برز في رفض هذا الخيار وفي السعي لحفظ التوازنات داخل البلد. وكذلك يرى كل طرف ان يعبر عن ربحه وانتصاره وان ليس فقط من هم قريبون من المحور الاقليمي هم الذين ربحوا.

 

ولا يبدو حتى الآن وجود استعداد لدى الداخل، اي بعض الافرقاء، لتلقف اية طروحات خارجية تضع حداً للتعقيدات مع الاشارة الى ان “حزب الله” لديه مصلحة بأن يكون مرناً في التأليف ويهمه حكومة تستوعب قوى كانت تمثل١٤ آذار، من اجل ان تتواصل مع المجتمع الدولي. في حين ان المقربين من النظام السوري يريدون ان تكون الحكومة بوابة النظام الى العالم، مع ان الدول الغربية التي سكتت عن بقائه ليست في وارد اقامة علاقات معه او تمويل إعادة إعمار سوريا طالما هو في السلطة.

 

وتكشف المصادر، ان الادارة الاميركية لم تكن مرتاحة لنتائج الانتخابات النيابية. ولديها مطالب بإبقاء “حزب الله” قدر الامكان بعيداً عن الوزرات التي تقوم واشنطن بتمويل مشاريع فيها عبر المساعدات، لتلافي حوار معه داخلي او خارجي، مع الاشارة الى ان الحزب حليف للنظام بحكومة او من دون حكومة.

 

ولا تستبعد المصادر، ان تؤثر المفاوضات الروسية – التركية – الايرانية، مع الدور الاميركي حول ادلب ومصيرها، على الحكومة، لان الامر سيبلور تغييرات في المنطقة في اطار اعادة رسم سياسات عامة فيها، الثابت الوحيد فيها الاجندة الروسية، والعامل التركي في المسألة شديد الاهمية. فهناك مخاض تشكيل الحكومة في العراق، بعد شهر ونصف الشهر حيث تمكن العراق من انتخاب رئيس للبرلمان. ولن يكون موضوع تشكيل الحكومة اللبنانية بعيداً عن ما ستسفر عنه اجواء المنطقة. فهناك تموضعات جديدة تحصل وتشكيل الحكومة في لبنان سيتأثر بها.

 

وهناك جملة مواضيع ستكون محور نقاشات في الجمعية وعلى هامش اعمالها. لعل ابرزها الوضع في سوريا، وفي اليمن ومن هناك زيارة الامين العام للامم المتحدة أنطونيو غوتيريس للرياض اخيراً. كذلك موضوع “الاونروا”، والقضية الفلسطينية، لا سيما في ضوء خطاب الرئيس الاميركي دونالد ترامب وما سيقوله حول كل هذه المواضيع. وستتضح اكثر الاستراتيجية الاميركية في المنطقة. مع الاشارة الى ان رئاسة مجلس الامن هذا الشهر هي للاميركيين. وقد تكون استراتيجيتهم، في انهم لا يريدون دوراً ريادياً في المنطقة كما هو حاصل الان، تاركين للروس القيام بما يتوقعون انه يفترض ان يحصل. ومن غير الواضح ما اذا الروس سيلتزمون بالكامل الدور الذي تريد واشنطن تلزيمهم اياه.

 

وتتجه الانظار الى ترؤس الرئيس الاميركي غداً الاربعاء جلسة لمجلس الامن، كما انه سينعقد اجتماع دولي حول تطورات “الاونروا”، وان لبنان والاردن يلعبان دوراً في هذا المجال، من اجل تثبيت دورها، لان الامر ليس قضة تمويل، بل قضية سياسية متعلقة بمصير اللاجئين. ومن غير الواضح بعد ما اذا ستتجاوب الولايات المتحدة مع طلبات قادة ووفود عربية لعقد لقاءات، لاسيما وان موضوع الاونروا سيكون اساسياً لدى هذه الدول، وهي ترفض الكلام عنه.

 

كذلك الوضع الايراني والنفوذ في المنطقة، وانسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي سيكون محور بحث دولي، خصوصاً وان تشرين الثاني المقبل، هو موعد لمراجعة العقوبات الاميركية على ايران.