Site icon IMLebanon

لبنان بين تراكم الملفات  وضياع الفرص

مزحة سمجة وثقيلة تلك التي تم تداولها على مواقع التواصل الإجتماعي عن صحة الرئيس سعد الحريري، ليتبيّن لاحقاً أنَّ هذه المزحة لا أساس لها من الصدقية وأنَّ المتداولين بها لا همّ لهم سوى إشغال البلد في وقت لا تنقص البلد الهموم لينشغل بها.

في المحصِّلة فإنَّ الرئيس سعد الحريري بألف خير مع عائلته، وما على المروجين لمثل هذه الأخبار سوى التلهي بأشياء أخرى إذا عندهم.

من الصدمات الماثلة أمام أعين الجميع، التأجيل المتمادي لانتخاب رئيس جديد للجمهورية:

غداً جلسةٌ جديدة ولكن ليس في الأفق ما يشير إلى أنَّها ستكون الأخيرة، وإن كانت كلُّ المؤشرات تدل على أنَّ الامر بات مبتوتاً لجهة عدم إمكانية التفكك من التزام الوزير فرنجيه رئيساً للجمهورية. وهذا الأمر ليس المقصود به الرئيس سعد الحريري الذي كان أول المبادرين إلى تأييد ترشيح الوزير فرنجيه، بل إنَّ المقصودين هم أولئك الذين يتحفظون على تأييد ترشيح فرنجيه، ليجدوا أنفسهم في نهاية المطاف أمام الترشيح الوحيد الذي له أمل في الإستمرار.

ماذا بعد جلسة غد؟

من السابق لأوانه التقدير، ولكن ما هو شبه مؤكد أنَّ الأمور لن تعود إلى الوراء، فتأييد الرئيس سعد الحريري لترشيح الوزير سليمان فرنجيه سيكون أقوى لأنه مبنيّ على قناعات وليس على ردات كما هي الحال بالنسبة إلى سائر الترشيحات.

لكن من الآن وإلى أن يتم إنتخاب رئيس، فكيف سيستمر البلد؟

إنَّ هناك الكثير من الملفات التي تقضُّ مضاجع اللبنانيين، ولعلَّ ملف النفايات هو الأقسى عليهم، صحيح أنَّ هذا الملف شهد بعض الحلحلة، ولكنها حلحلة من النوع الذي يمكن أن يعود إلى النقطة الصفر في أي لحظة، بعد التطورات الدراماتيكية التي شهدها والتي كان من بينها إحراق شاحنة لسوكلين، ويُخشى أن يكون هذا العمل مدَّبراً وليس وليد ساعته، وعندها لن يكون بمقدور سوكلين تحريك شاحناتها إلا بمواكبة عسكرية، وعندها تكون هناك إستحالة للتحرك إذ لا يُعقَل أن تكون هناك دورية عسكرية مع كل شاحنة.

كل هذه الملفات، وغيرها، ستبقى تتفاعل إلى حين إعادة تكوين السلطة.

أما الملف الأكبر والأكثر إيلاماً فهو ملف العلاقات المتدهورة بين لبنان ودول مجلس التعاون الخليجي، وهذا الملف مرشح للتفاقم في ظل المعطيات التي تغذي هذا التفاقم وليس الحلحلة.

لو أنَّ هناك رئيساً للجمهورية لكان حدد مواعيد مع رؤساء الدول المعنية بالملف اللبناني وسعى إلى حلحلتها، وإلى أن يتحقق هذا الإنجاز، إلى متى سيبقى اللبنانيون يمارسون سياسة جَلد الذات؟