IMLebanon

سيناريو تفجير لبنان

 

لماذا الكلام الأميركي عن اللحظات الهيستيرية في البلاط السعودي ؟

دأبوا على وصف ولي العهد بـ «صاحب الأوراق الكثيرة». الآن يرددون «صاحب الأوراق المحترقة». في الأروقة الخلفية الكثير عن الصفقة السرية، الصفقة الكبرى، بين دونالد ترامب ومحمد بن سلمان حول العناق بين جبل عرفات وجبل الهيكل خلال عام2018 .

دنيس روس، وهو أحد أساتذة جاريد كوشنر، سأل ما اذا كان الشرق الأوسط سينتقل من حقبة ما قبل التاريخ الى حقبة ما بعد التاريخ. أكثر من معلق سأل ما اذا كان صهر الرئيس يعرف ما هو الشرق الأوسط.

انهم ينصحون دونالد ترامب «اياك والرقص مع الزلزال». التفاعلات «الجيولوجية» قد تهدد المصالح الأميركية على نحو كارثي. مهزلة أن يراهن البيت الأبيض على كوندومينيوم سعودي ـ اسرائيلي لظهور الشرق الأوسط الجديد. بالتالي استيعاب، أوتحطيم، الدور الايراني، والحد من النزعة النيو عثمانية لدى رجب طيب أردوغان. الوجود الروسي يبقى محصوراً بين حميميم وطرطوس.

الأنف الملكي الذي يعتبر صاحبه أنه يلامس المريخ بالكاد يلامس باب مكتبه. كلام «النيويورك تايمز» عن تحريك المخيمات الفلسطينية في لبنان لم يأت بجديد. «الديار» أوردت الكثير عن السيناريو الذي يثير الاضطراب في الجنوب اللبناني، والى حد السيطرة على مرفأ صيدا حيث ترسو السفن المحملة بالأسلحة والرجال.

نسخة بانورامية عن السيناريو السوري  لكي يتداعى «حزب الله» داخل دوامة الدم. ثمة مراجع سنّية وأعلنت وقوفها في وجه أي خطة لتفجير الحرب المذهبية. لا بد من التوقف عند مواقف شخصيات فلسطينية أبلغت من يفترض ابلاغه بـ«اننا نرفض الانتحار».

ما حصل في مخيم اليرموك، خطط من خطط لحصوله في مخيم عين الحلوة، وسائر مخيمات الجنوب، تزامناً مع حراك مماثل في مخيم برج البراجنة، كما في مخيمات صبرا وشاتيلا ومار الياس.

لا ندري ما دقة المعلومات التي تقول انه بعد «خلع» الرئيس سعد الحريري، يؤتى ببهاء الحريري، مصطحباً محمد دحلان، الى بيروت، مع التشديد على دور محوري لاسرائيل في كل حلقات السيناريو ؟

الآن تذهب المعلومات الى ما هوأبعد عقب سقوط «الخطة»  حديث عن لقاءات حساسة جداً بين الاستخبارات السعودية والاستخبارات الاسرائيلية. على المائدة الطبق اللبناني. الاثنان لهما عدو واحد ويدعى «حزب الله». الفوضى الدموية، بعنوانها المذهبي، لا تزعزع «حزب الله» فحسب، بل وتزلزله، مع تدفق الأسلحة وتدفق المقاتلين من كل حدب وصوب.

الصحيفة الأميركية التي تأتي بمعلوماتها من وكالة الاستخبارات المركزية، وغيرها من الأجهزة، أشارت الى دعم الرياض لخلايا متطرفة. هذا ما جعل بعض الشخصيات التي انشقت عن الرئيس سعد الحريري أو ابتعدت (وأبعدت )، كما بعض رجال الدين الذين اختبأوا في الشقوق، تحت الرصد المجهري للحيلولة دون تشكيل حالات تمهد للانفجار.

يحكى عن «حفلة اغتيالات». ما يتردد وراء الستار أن عاصمة عربية يفترض أن تكون على علاقة وثيقة مع السعودية سرّبت، لدوافع مجهولة، المعلومات التي ربما أصبحت بأيدي جهات لبنانية.

البعض يتحدث عن أحلام امبراطورية لدى الأمير محمد بن سلمان. لن تكون لاس فيغاس أو موناكو. المملكة ينبغي أن تغطي شبه الجزيرة العربية وبلاد الشام، وصولاً، من جهة، الى باب المندب، ومن جهة ثانية الى ضفاف المتوسط. أليس هذا ما يتردد حول تفاصيل الصفقة، صفقة القرن ؟

التداخل الاستراتيجي بين السعودية الكبرى واسرائيل الكبرى بعدما تم تدمير سوريا، وتدمير العراق، وتحويل اليمن الى أنقاض ؟ تبقى العقدة اللبنانية. الاغتيالات هي المدخل الى التفجير. هل حقاً أن الأميركيين، ولأسباب تتعلق بالخصوصيات اللبنانية، حذروا من مفاعيل الاغتيالات والتفجير لأنها ستكون من مصلحة «أعدائكم».

الأميركيون هم الذين يقولون ان البلاط السعودي يبدو كما لو أنه تحوّل الى مسرح للأشباح. حتى الذين يعدّون السيناريوات يفكرون كما الأشباح. هذا الذي يجعل مراكز قوى أميركية تتوجس من الاحتمالات. أن تسقط أسرة آل سعود وتحل محلها أسرة آل شيخ. تالياً، قيام حالة نيو داعشية وتمسك بمكة والمدينة. حتى في واشنطن يسألون «لماذا يحرق ذلك الرجل أوراقه الواحدة تلو الأخرى؟». حلم ملك الملوك…