Site icon IMLebanon

الآتي أعظم… ولو حصل التأليف

 

 

يعيش الشعب اللبناني على أعصابه كلما سمع أن هناك موعداً حُدّد للرئيس المكلّف نجيب ميقاتي للصعود إلى بعبدا ومناقشة التشكيلة الحكومية مع رئيس الجمهورية العماد ميشال عون.

 

يقترب الوضع اللبناني أكثر وأكثر من لحظة الإنفجار الكبير خصوصاً أن كل الطبقة السياسية الحاكمة باتت على يقين أن الدعم توقّف ولو عاش بعض الوقت على التنفّس الإصطناعي بفضل ما تبقّى من أموال المودعين.

 

وبعد الرفع النهائي للدعم ستصبح الأسعار جنونية حتى من يحمل الدولار لن يعيش نفس نمط الحياة الذي كان يعيشه سابقاً، ما يؤكّد ان الأزمة الإجتماعية ستكون كبيرة جداً.

 

وفي السياق، فإن التفاؤل بقرب ولادة الحكومة الأسبوع المقبل لا يزال حذراً لأن التجارب السابقة علّمت أن الشياطين تكمن في التفاصيل، وإلا لكانت الحكومات السابقة تألّفت بأسرع وقت ممكن، لكن الأمور لا تزال في المنطقة الرمادية حتى لو طغى العامل الإيجابي على السلبي.

 

وأمام كل هذه الوقائع، ينتظر لبنان أسبوع عصيب على المستوى السياسي والإقتصادي والأمني خصوصاً إذا ما سلّم الجميع بأن مسألة رفع الدعم عن المحروقات أصبحت أمراً واقعاً، وهناك رأي آخر يقول إن رفع الدعم سيؤدّي إلى ولادة حكومية سريعة لأن المسؤوليات باتت مضاعفة والوضع المتدهور يحتاج إلى حكومة عمل تبدأ المعالجات الأساسية.

 

وإذا كانت هناك عراقيل داخلية باتت معروفة وتتراوح بين الثلث المعطّل والحصة الشيعية والدرزية وتوزيع الحقائب السيادية ووزارة العدل والحقائب الخدماتية الدسمة، إلا أن العامل الخارجي لا يمكن شطبه من المعادلة اللبنانية بتاتاً بل إن الداخل يعمل على توقيت الخارج.

 

وتشير مصادر دبلوماسية متابعة إلى أن الوضع اللبناني خطير جداً والإنفجار يقترب وتداعياته ستكون كارثية، وبالتالي فإن الملف اللبناني بات يحتاج إلى حلّ جذري.

 

وفي المقابل تؤكّد المصادر أن الحل يحتاج، عدا عن التوافق الداخلي، إلى مصالحة أو وضع إقليمي ودولي شبيه بمرحلة الـ (س- س) لأن القوى السياسية اللبنانية غير قادرة على الحكم بمفردها بل تحتاج إلى محرّك خارجي يرشدها إلى الطريق الصحيح لإدارة شؤون بلدها.

 

وتوضح المصادر أن الغموض لا يزال يلفّ الموقف السعودي والأميركي من قضية تأليف حكومة برئاسة ميقاتي يشارك فيها “حزب الله”، فالسعودي يراقب الوضع عن كثب، وبات واضحاً انه غير متحمّس لميقاتي او أي أحد من الفريق السياسي الذي ينتمي إليه لأنه يعتبر أن الاولوية هي لمواجهة نفوذ “حزب الله” بينما تعتبر الرياض أن ميقاتي وقبله الرئيس سعد الحريري وفريقهما السياسي إستسلموا لـ”الحزب” وهذا الأمر يُفسّر المقاطعة السعودية لميقاتي والحريري على رغم الدعوات إلى تأليف الحكومة.

 

وتشدّد المصادر على أنه رغم السلبية السعودية إلا أن الرياض لا تزال تراقب الوضع ولا تتدخل لا سلباً ولا إيجاباً، ما يعني أن لا شيء سيتغير في العلاقات اللبنانية – السعودية.

 

واذا كانت واشنطن تشدّد على أهمية ولادة الحكومة والمباشرة بالإصلاحات، إلا ان موقفها غير واضح تجاه ميقاتي، وإن كان تشدّدها أقل من تشدّد الرياض، ما يعني أن الغموض لا يزال يلفّ المواقف الإقليمية والدولية، والآتي أعظم… حتى لو نجح ميقاتي بالتأليف.