يمرُّ علينا الزمن، ونحن في تراجع مستمر في مستويات الحياة كلها…
الموجع أننا لا نعي أبعاد هذه الحال وتداعياتها، وأيضاً الأضرار التي تترتب عليها.
باختصار، لقد وصلنا إلى منعطف تاريخي مروّع، بحيث يتجاوزنا القطار ونحن لسنا فقط نراوح مكاننا، بل نغوص أكثر فأكثر في قعر القاع…
إن العالم، في هذه المرحلة، يتقدم بخطوات تاريخية وهو يخوض غمار المغامرات العلمية التي تسهّل أمور الحياة، في مختلف نواحيها، ويقفز في آفاق المستقبل قفزاتٍ جبّارةً، سنكتشف (عندما نستعيد بعضاً من حياتنا الطبيعية) أننا ابتعدنا عنها سنوات ضوئية…
وحتى ثرواتنا الطبيعية المُخْتَزَنة في أعماق الأرض تحت مياهنا الإقليمية، سيتبين لنا، عندما ننقب عليها ونستخرجها، أنه لم يعد منها جدوى، وتكاد أن تفقد قيمتها، في وقت تمضي الدول المتقدِّمة، بسرعة نحو الطاقة النظيفة، أو الطاقة البديلة. أما نحن فيتوقف طموحنا في، مجال الطاقة، عند حدود الحصول على رفع التغذية بالتيار الكهربائي ساعةً إضافية… وليس ما يؤكد على أننا مقبلون على هذا الطموح، المتواضع جدّاً.
وفيما لا نزال عاجزين عن تأمين سقف يلجأ إلى دفئه الكثيرون من أبناء شعبنا، يسجّل العلماء تقدُّماً ملموساً في مجال الإقامة في الفضاء. والمشروع كبير وهادف إلى إيجاد الإقامة البديلة في حال أدّى الاحتباس الحراري إلى تعذّر الاستمرار في الحياة على الأرض؟!.
أمّا الثورة البنائية الأكثر من رائعة في تشييد المنازل، وفي تجهيزها، وفي استبدال اليد العاملة البشريّة بالإنسان الآلي، ونصف الآلي، فقد بلغت حدوداً مذهلة؟!.
وأمّا نحن فقد قادنا أهل السياسة، في جريمة موصوفة كبرى، في الحكم وخارجه، الى أن نكتفي بالاستماع إلى أخبار التطور البشري في مجالاته كافة، مع البكاء على زمن كنا نواكب قطار الحياة في محطاته كلها.