IMLebanon

كفى مساومات ومراوغة الوضع أخطر ممّا تتصوّرون

غبطة البطاركة السّادة الأساقفة، سماحة المفتين فضيلة الشيوخ، المناضلون الشرفاء كل الإحترام والتقدير الحلول التي تطرحونها لمعالجة الأزمة اللبنانية هي حلول هامشية بالنسبة لأزمة بحجم الإنهيار الحاصل وعلى كافة الصعُد. كل ما تطرحونه لغاية اليوم ما هو إلاّ مُسكِّنْ لا يستطيع شعبنا تحمّلْ تبعاته. بغض النظر عن أسباب وموجبات هذه الأزمة الناتجة عن سوء الإدارة السياسية التي تتحمّلون مسؤوليتها بكونكم الراعي الأول لأبنائكم ومن أي طائفة أو مذهب إنتموا…

غبطة البطاركة السادة الأساقفة، سماحة المفتين فضيلة الشيوخ المناضلون الشرفاء، إننا نتحمّلْ جميعاً كامل المسؤولية علماً أنّ السلطة القائمة حالياً والتي تستظِّلُ عطفكم تتحمّل المسؤولية الأكبر عن تفجُّرْ تلك الأزمات نتيجة سلوكيات سياسية خاطئة إرتكبوها تحت جناحكم وبالرغم من بعض الملاحظات التي تطلقونها من حين إلى آخر وهي على ما يبدو غير كافية لأنّ المسؤولين مُستمرين بالتطاول على القوانين المرعية الإجراء أي في التقصير المتعمّد في عدم توفير كل الخدمات للمواطنين وتوفير إحتياجاتهم وضمان أمنهم وسلامتهم في كل الأيام.
غبطة البطاركة السادة الأساقفة، سماحة المفتين فضيلة الشيوخ، المناضلون الشرفاء، السلطات في لبنان بأغلبيتها تنتمي إلى مقاماتكم لأننا بلد طائفي بإمتياز وغالبية هذه السلطات عنجهية ومتسلّطة ومتصلّبة ودكتاتورية ومتعالية وهي عملياً وفق علم السياسة ليستْ مؤهلة ولا حكيمة ولا تدرك الوعي والحكمة في معالجة الأزمات المستفحلة وإلا لما كُنا نعاني من سوء إدارتها وأدائها. سلطة تصدر كل الأوامر وبالتنسيق فيما بينها وتحت غطاء طائفي مقيت إلى قواتها المرتهنة لإرادتها بكل ما أوتِيَتْ من تحسينات وتأمرها بإستخدام القوة المفرطة والقضاء لتحجيم مطالب الناس وإخماد أصواتهم وتصفية المعاندين منهم والمجاهرين بمواقفهم ضد هذه السلطة الفاسدة. سلطة طائفية ومذهبية تُمارس أبشع أنواع الظلم وتُلحق بالشعب اللبناني خسائر كبيرة ولا داعي لتذكيركم بهجرة الطاقات الشبابية والبطالة وما يليها من مصائب ملحقة بالشعب اللبناني خسائر كبيرة لم يَعُد بإمكانه أن يتحمّلها، وأنتم ونحن منكم غير قادرين حالياً على معالجة الأزمات الناشئة بهدوء ورويّة وحكمة ومسؤولية وحرصٍ وطنيٍّ صادق والأسباب عديدة نذكر منها على سبيل المثال لا الحصر: عدم مقاربة الأمور الوطنية بتجرّد، حماية الفاسدين من الطوائف، التغاضي عن الأخطاء المتراكمة التي تُرتكب من قبل الزعامات الطائفية، عدم الخبرة في إدارة الأزمات، التفرُّد في الرأي…

غبطة البطاركة السادة الأساقفة، سماحة المفتين فضيلة الشيوخ، المناضلون الشرفاء، نعم حل الأزمات ممكن في حال توفّرت الكلمة الصادقة والمواقف الشجاعة والإرادة النبيلة الصلبة، وقد تكون المشكلة جد بسيطة، والأزمة مستوعبة ولا مضاعفات لها وحتى لا تخوّف من ذيولها ويمكن حلّها ببضع إجتماعات تنسيقية تضع الأيدي (أيدي إختصاصيين، لا إستغلاليين كما هو حاصل…) على الجرح النازف في قلب الوطن والتي يجب أن يبذلها الخيّرون والعقلاء، ولكن جميعنا علمانيين وإكليروس ورجال دين من باقي الطوائف ضعفاء النفوس نخاف من دولة شخصيتها رعناء نُساير، نُهادن، نتلوّن، نتبدّل، نتراخى وذلك لأنّ الأمر طائفي ومذهبي… ولتلك الأسباب نفشل في المقاربات لأنّ في صفوفنا مرائين، فرّيسيين، كذبة، إستغلاليين، أهدافهم تتناقض مع أهدافنا السامية، نحن لا نريد المُسايرة حيث لا تنفع، نحن لا نريد السكوت حيث السكوت جريمة عن موت شعب، نحن لا نريد أنْ نُدافع عن طائفة حيث المسؤول فيها يقتُل شعبه عمداً ونمنع عنه المحاكمة بحجة حماية الطائفة أو المذهب أو نخاف عملية المقايضة ملف بملف. نعم الأداء الحالي الذي ننتهجه يبتعد كل البُعد عن المخارج الآمنة وبالتالي الحُكّام يستقوون علينا بسياسات قاسية بدعوى الحفاظ على هيبة الطائفة والدولة التي هي على شاكلتهم، وهذه الأمور أبطلت كل جهد حاولنا وإيّاكم فعله ولكننا فشلنا لسبب ما أوردناه.
غبطة البطاركة السّادة الأساقفة، سماحة المفتين فضيلة الشيوخ، المناضلون الشرفاء، إنّ المتنفذين في دولة الطوائف أصحاب المراكز الذين يلجأون إلى مقاماتكم من حيّن إلى آخر يصدرون أوامر قتل الشعب ويحددون المهمات ومنها تقاسم مغانم السلطة ويكفي أن تراقبوا ما يخططون له بالنسبة للإستحقاق الرئاسي وقارنوه بما حصل في الإنتخابات الأخيرة حيث تقاسموا علناً السلطة، جميعهم مصابون بلوث السلطة ويشعرون أنهم الأقوى لأنهم حصلوا على دعمكم ودعمنا، وهذا الدعم بات من الضروري إيقافه قبل فوات الأوان… بدون تغطيتكم الطائفية لا يملكون علينا وإنْ رفعتم ورفعنا الغطاء عنهم يضحون أمام قضاء نزيه ويُحالون إليه بسبب ما إرتكبوه من معاصٍ.

غبطة البطاركة السادة الأساقفة، سماحة المفتين فضيلة الشيوخ، المناضلون الشرفاء، دولة الطوائف المغطّاة منّا ومنكم وبسياستها التعسفية الظالمة وحلولها الإنكشارية هي التي أرهقتنا ووّلدت الهجرة والبطالة والنزوح والسلوكيات الغريبة، إنّ هذه السياسات الطائفية مسؤولة عن كل عنف ومتورطة في كل الجرائم وهي التي يجب مساءلتها ومُحاكمتها وقد ثبُتَ بالأدلة الدامغة إجرامها وعلى كافة الصعُدْ.

غبطة البطاركة السادة الأساقفة، سماحة المفتين فضيلة الشيوخ، المناضلون الشرفاء، هل نتجرأ ونُقارب الأمور كما هي عليه من سوء. أليس من السهل علينا نحن الذين ننتمي إلى الأصول الدينية اللاإستغلالية أن نُبادر إلى وضع الأصبع على الجرح النازف؟؟؟ وإنْ كان لا بُدّ منه فليكن آخر الخيارات وبموجب حساب وطني صرف وفي الحد الأدنى الممكن الذي قد ينفع شعبياً ووطنياً أنْ نعلن جميعاً تمرّدنا على هذه السلطة المتسلطة علينا بحجة الطائفية والمذهبية والتي قتلتنا وشرّدتنا وأهانتنا وباعت سيادتنا إلى الغريب وتحكّم بكل مفاصل الدولة. التمرُّد يعني رفع الغطاء عن هذه السلطة وإحالة كل أركانها إلى القضاء معلنين حالة طوارئ مؤقتة تقوم بموجبها حكومة إنتقالية بأهداف مرسومة ومدروسة ومحددة تاريخياً لإعادة العمل بموجب الدستور وربما إدخال بعض التعديلات المُلحة عليه. هل بإمكاننا درس خطوة من هذا النوع؟ فعلاً كفى مساومات وقرارات جزئية لم نعُد نحتمل وضعنا سيئ للغاية… ربّي بقوتك أنقذنا أنتَ ملاذنا الأول والأخير، ولا تدع شياطين السياسة يستغلّون عطفك.