Site icon IMLebanon

فشل العهد يتقاسمه التيار العوني مع حزب الله بالتكافل والتضامن

 

الاستقواء بالسلاح تسبب بكارثة انهيار لبنان المالية والاقتصادية

 

لا يستطيع حزب الله أن ينأى بنفسه عن فشل عهد الرئيس ميشال عون، مهما نثر من غبار التعمية والتضليل والتهرب من مسؤولية المشاركة في هذه التجربة الكارثية، للاستيلاء على السلطة بقوة السلاح غير الشرعي، خلافا لارادة شريحة كبيرة من اللبنانيين.

يسجل للحزب ايصال العماد ميشال عون للرئاسة منذ قبل ست سنوات، بعدما نجح بالتعطيل القسري لانتخابات رئاسة الجمهورية لاكثر من سنتين ونصف، بعد انتهاء ولاية الرئيس السابق ميشال سليمان بقوة السلاح وترهيب كل المعترضين، وقطع الطريق على وصول اي مرشح رئاسي وسطي اومقبول، حتى حليفه رئيس تيار المردة سليمان فرنجية لم يحظ بدعمه وبقي خارجا.

شارك الحزب في كل الحكومات التي شكلت منذ بداية العهد، ولم يتخلف عن المشاركة بأي حكومة كانت، وكانت له اليد الطولى في اي تشكيلة وزارية، ولاسيما بحكومة الرئيس حسان دياب، التي شكلت بمعزل عن مراعاة مبدأ الميثاقية ومشاركة الاطراف السياسيين الأساسيين بالسلطة، والتي سميت بحكومة حزب الله، استنادا لمكوناتها المنضوية بشكل كامل تحت تحالف وتبعية الحزب السياسية، ومعبّرة عن توجهاته بالداخل والخارج لم يظهر الحزب اعتراضه على السياسات الخاطئة لرئيس الجمهورية ميشال عون وفريقه السياسي، ولم يُبدِ اعتراضاً لممارساته السلبية في تعطيل وعرقلة عمل الحكومات، بل كان في معظم الأحيان متضامناً معه، بالرغم من معرفته التامة بخطأ السياسات المتبعة وعدم صلاحيتها للنهوض بالوطن نحو الافضل.

تغاضى حزب الله عن الادارة الفاشلة والفاسدة لرئيس التيار الحر لملف الكهرباء، وتجاوزاته الفاضحة في سائر الملفات، ولم يتقدم وزراء او نواب الحزب، بأي اقتراح او مشروع جدي، لاظهار التمايز او الاعتراض على الاسلوب الفاشل والتدميري لقطاع الكهرباء بالكامل، بل على العكس تماما، وقف الحزب باستمرار الى جانبه، متضامنا معه، ولو اقتضى الامر تعطيل جلسات مجلس الوزراء، كما حصل اكثر من مرة، حتى الاستجابة لمطالب باسيل بالحصول على الاموال التي ذهب معظمها الى جيوب المقربين والمنتفعين، وكانت النتيجة التدمير الممنهج لقطاع الكهرباء، وصولا إلى العتمة الشاملة التي تعمّ لبنان كله حاليا.

لم تعد تنفع اساليب رمي الاتهامات يمينا ويسارا، واتهام خصوم العهد والحزب بالمسؤولية عن كارثة الانهيار الحاصل على كل المستويات الاقتصادية والمالية والمعيشية والاجتماعية، وفقدان الماء والكهرباء والخبز والدواء، وانهيار المؤسسات الرسمية، بعد ست سنوات من عمر العهد المدعوم من الحزب، انطلاقا من التحالف القائم بينهما، لابقاء لبنان اسير الدوران بالفلك الايراني على حساب سلخه عن محيطه العربي، والتغاضي عن استمرار تفلت سلاح حزب الله الايراني من سلطة الدولة اللبنانية وقراراتها.

 

هل ثمة من يتعظ وهل من تغييرنهج لمصلحة لبنان قبل مزيد من التدهور والفوضى والإنهيار

 

اليوم يحصد حزب الله النتيجة المحبطة لفشل سياساته بالهيمنة على السلطة بواسطة حليفه العماد ميشال عون وتياره السياسي. كما نتائج تعطيل الحياة السياسية والزج بلبنان في سياسة المحارو خلافا لارادة اكثرية اللبنانيين، ومعاداته للدول الشقيقة والصديقة، اكثر من اي وقت مضى، ولم تعد تنفع كل اساليب الدعاية والتهريج الاعلامي، في اخفاء الحقائق عن التأثير السلبي لاستغلال سلاح الحزب بالاستيلاء على السلطة، بالترهيب والتخويف، وتجاوز الارادة الشعبية والدستور والقوانين بالقوة.

تكشف معاناة اللبنانيين اليومية من ويلات سياسات حزب الله وحليفه التيار الوطني الحر، وضررها الفادح على لبنان كله، ولم تعد محاضرات قادة الحزب بالتعفف قادرة تحميل مسؤولية الكارثة للاعداء بالخارج والخصوم بالداخل.

فشل العهد يتقاسمه التيار الوطني الحر مع حليفه حزب الله، بالتكافل والتضامن بين الطرفين. فشل متعدد الاوجه، فشل الادارة السلطوية للبلاد عموما.

فشل اسلوب السلاح غير الشرعي للحزب، بالترهيب السياسي والاستئثار بالسلطة بالقوة وتجاوز نتائج الانتخابات النيابية والدستور والقوانين، خلافا لرغبات وتوجهات اكثرية اللبنانيين. فشل اسلوب التلطي بمواجهة العدو الاسرائيلي للهيمنة على الواقع السياسي الداخلي، وعزل لبنان عن الدول العربية الشقيقة، والزج به بسياسة المحاور والتحالفات على حساب سيادته واستقلاله واستقراره.فهل من يتعظ ويبدل نهجه بالتعاطي السياسي بما يحفظ مصلحة لبنان واللبنانيين قبل مزيد من التدهور والفوضى والانهيار؟