IMLebanon

وصمة عار تُلاحقنا

 

يا شعب لبنان المتألّم، العار عليكم يا حُكّام العار هذا ما نسمعه على ألسنتكم في كل لبنان وفي كل مناسبة، بينما هم في مجالسهم الماسيّة يستمعون لتهليل المُضّلَّلين والمستفيدين والسخفاء والأنجاس والعبيد… تمرُّ السنين ونحن وإيّاكم أيُّها الشعب المسكين نرزح تحت وطأة الجوع والذل والهوان، ولا خطط إنقاذية من أجل سلامتنا ولا من يحزنون… إستقواء بالخارج وتسليم الجمهورية إلى دولة إقليمية وترعاها ميليشيا تتصرّف خلافاً لقانون الدفاع الوطني وتحتكر كل مؤسسات الدولة. والأكثر ألماً أنّ من يتولّون السلطة يُتاجرون، يُقامرون، يتلوّنون، يسرقون ويُهينون كراماتنا من أجل بقائهم في كراسي السلطة الفارغة كضميرهم الميِّت.

 

يا شعب لبنان المتألّم، ألا تخجلون يا حُكّام العار، ماذا تركتمْ للشعب؟ بيروت بمرفأها دمّرتموه ولا تتجرأون على قول حقيقة ما حصل جرّاء هذا الانفجار الرهيب، لا تتجرّأون على قول حقيقة مسؤولياتكم الجنائية عن مجزرة مرفأ بيروت وما آلتْ إليه من ضحايا… لا تتجرأون على قول الحقيقة أنكم اليوم تُحاولون إغتصاب القضاء عن طريق ملتوية بتبديل قاضٍ بآخر، بئس هذا الزمن الرديء.

يا شعب لبنان المتألّم، بيروت إغتصبوها علناً، جونية – صيدا – صور – البترون – جبيل – طرابلس – عكار – البقاع وعروسه زحلة – جنوبنا الأبيّ، سيليبي الإرادة بعد إنتخابات التزوير التي أشرفوا على عارها الديمقراطي المزيّفْ. تاريخنا حوّروه علناً ويكتبونه بحروف العار والزنى السياسي، جمهوريتنا كسيحة قضائها معطّل، أجهزتها المدنية والعسكرية بحالات الويل… أتحدّاكم يا حُكام العار أن تجدوا موظفاً رسمياً مدنياً أو عسكرياً مُطمئِّنَ البال، لا طبابة، لا مدارس، لا جامعات، لا رواتب، لا محفزات، بل سرقة وعلى عينك يا تاجـــــــــــــــر ويأتينا من يقول منكم «إنّ الأمور على ما يُرام وتتحسّنْ»، بتنا نشك بأوضاعكم النفسية وإننا على يقين بأنكم مصابون بداء المرض النفسي.

يا شعب لبنان المتألّم، بإسمي وبإسم كل مناضل شريف أسأل هؤلاء السّاسة، روحيين وزمنيين، من نصّبكم علينا لتبيدوا حياتنا؟ من نصّبكم أسياد على لبنان وأنتم عبيد الغريب ومهما كان هذا الغريب، وهل تخجل الزانية من وظيفتها؟! من نصّبكم أولياء على الجمهورية لِتُحيّكوا المؤامرة تلو الأخرى؟ من أعطاكم الإذن بمقاربة الإستحقاق الرئاسي؟ من وكّلكم بالتفاوض مع الموفد الأميركي على قاعدة الإرتهان والتهديد والمقايضة؟ من أعطاكم الإذن بمقاربة الإستحقاق الرئاسي على قاعدة «أطعلي حتى أطعلك…»؟ من قال لكم أنّ الشعبَ راضٍ عن تصرفاتكم؟ من قال لكم أنكم تمثّلون الشعب في الندوة النيابية؟ ألا تخجلون من نتيجة مقاطعة بلغت حد الـ 65%؟ ألا تستدعي هذه النسبة وقفة خجل منكم؟!

يا شعب لبنان المتألّم، أزمات صعبة ومتتالية نعيشها جرّاء ساسة مجرمين نئنّ فيها تحت وطأة أزمة مالية – إقتصادية – إجتماعية… هي الأسوأ في تاريخنا، وتتزامن هذه الأمور مع إنسداد أفق الأمل، وتعنُّتْ سياسي يتسبّب في فراغ على مستوى كل السلطات ما عرقل ويُعرقل الكثير من الأمور ويدفعنا كمواطنين إلى شفير الهاوية والإنهيار الكُلّي.

يا شعب لبنان المتألّم، أسوأ هذه الإنتكاسات هو الوضع المالي المنهار والمستمّر مقابل غلاء فاحش وعدم توّفر المستلزمات الإستشفائية وبكل مندرجاتها. لقد خسرت العملة الوطنيّة أكثر من 80% من قيمتها وهذا الأمر يتسبّب في وقوع الكثير من المشاكل الإجتماعية والأمنية بسبب عدم توافر حاجاتنا اليومية سواء أكانت إستشفائية أو غذائية أو على مستوى المواصلات.

يا شعب لبنان المتألّم، عبثاً نحاول تدبير الأمور مع سلطة العار، وهل يُعقل أن نُلقي أمورنا إلى شياطين السياسة؟ هل يُعقل أنْ نوكل أمرنا إلى أناس لا يعرفون الله؟ هل يُعقل أن نوكّل أمرنا إلى من هم السبب في تعاستنا؟ أسئلة نطرحها على الجميع بمن فيهم سيّد بكركي الذي أعطيَ له مجد لبنان…

* كاتب وباحث سياسي