Site icon IMLebanon

إلى من يهمه الأمر خلص الوقت… و مات لبنان

 

الى من يهمه الامر، من الصغار والكبار على ارض الوطن و بلاد الانتشار، من النخب والعوام وكل الطوائف والمذاهب والاصطفافات العربية والاقليمية والدولية، الى كل هؤلاء وبدون استثناء ومع شديد الاسى والحزن ننعي اليكم وطنكم الغالي لبنان، بعد ان قتله ابناؤه الجبناء بفيض الكراهية والتعصب وفشل الانصهار في هوية وطنية جامعة وقادرة على منع الاستتباع والاستقواء والاستحواذ على مقدرات البلاد، والوداع يا لبنان الحبيب الذي بددنا سيادته ومناعته وتمايزه وتألقه، يا لبنان التسامح والانفتاح والتجديد والتنور ويا ايقونة الخصوصيات وحامي الحريات وتراكم الحضارات والاساطير والرسالات والفتوحات والحملات والحريات الفكرية والاعلامية والسياسية.

 

الى من يهمه الامر، من سفهاء لبنان ان اسيادكم الطغاة الغزاة من دول العالم والجوار دمروا وطنكم بعد ان نثرتم عند اقدامهم الورود ونحرتم لهم الكرامات والقامات والحرمات وقدمتم لهم الطاعة والولاءات على مدى عقود طوال، وجعلتم من لبنان ساحة القهر والقتل والاغتصاب للمحترفين والهواة، لبنان الحب والجمال والعطاء كان يستحق ان يصان من ضلال ابنائه اهل الجحود والاحقاد والضعفاء الجبناء الصغار الذين دمروا ما انجزه ابناء لبنان الكبار في الوطنية والابداع والاعمال والمهن والحرف في اعالي الجبال والحقول ايام كان حلم اهل الجوار بمرقد عنزة في جبال لبنان.

 

الى من يهمه الامر، في الجيش والامن والقضاء ان لبنانكم لم يعد قادرا على تحمل ترف وقوفكم الطويل امام المرآة وانتم تغالون بحب الذات والتمتع بالنظر الى الوراء، لبنان يدعوكم الى ان تحطيم كل المرايا التي تحول دون تبصركم و استشرافكم المخاطر التي تهدد مستقبل اطفال لبنان، ولا استثني احدا منكم بعد ان وجهنا لكم النداء تلو النداء ، وانتم المؤتمنون على مواجهة الفتنه والانهيار وعدم الاستغراق والاسترسال بالالفاظ السيادية الجوفاء، فكل جيوش العالم رابضة على ارض وطنكم لبنان وكل اجهزة المخابرات الاقليمية والعالمية تسرح وتمرح ليل نهار وعلى موائد ادعياء الحرية والسيادة والتحرير في لبنان.

 

الى من يهمه الامر، من نقابات واتحادات وجمعيات وما تبقى من وجوه لبنان النقية البيضاء قبل ان تدنسها الغرائزية الطائفية والقبلية البغضاء التي جردتها من قيمها وعلومها وحرياتها ومهاراتها وجعلتهم كالعبيد الضعفاء بعد ان كانوا اعمدة النهضة في بناء لبنان الانسان المبدع والخلاق ، وقبل ان يهاجروا بالملايين ومئات الالاف من اطباء ومهندسين وعلماء ومحامين ورياضيين ومبدعين وعمال ومعلمين لانهم رفضوا ان يشاهدوا نهاية لبنانهم الحبيب والجميل والمتألق والخلاق لبنان وطن الانسان.

 

الى من يهمه الامر، من الاغبياء والاغنياء والقتلة والمحرضين والمنفذين والمتآمرين والمتفرجين والمهرجين والمتنكرين لعظمة لبنان ونعمه ودفئه وقممه وسهوله وروابيه ومدارسه وجامعاته و مطابعه وكنائسه ومساجده، الى كل هؤلاء ننعي اليكم وطنكم المطعون بنقائه وجماله ومناعته المصاب بخيانة وفساد قادته واحزابه وتياراته من صناع الكراهية والاحقاد عشاق القتل والدمار والتعطيل التواقين والمتعطشين على الدوام الى شرب دماء الابناء والاشقاء والجيران، فهل فيكم من يبكي لبنان، هل فيكم من يطلب السماح قبل فوات الاوان، هل فيكم من هو نادم على ما ارتكبت يداه، هل فيكم من اغرورقت عيناه بالدموع وهو يودع وطنه النهائي والوحيد لبنان.

 

بعد ما شاهدناه قبل ظهر يوم الخميس في البرلمان وعلى شاشات التلفزيون في المساء، والى من يهمه الأمر ومع شديد الاسى والخيبة… فإننا ننعي اليكم لبنان… وخلص الوقت… ولبنان مات.