Site icon IMLebanon

طبخة حلّ رئاسي في الكواليس؟

 

بمعزل عن النتائج الممكن ان يفضي اليها الحراك المستجد على الضفة الرئاسية، ‏من الاعتصام النيابي في ساحة النجمة ومواكبته شعبيا، الى عودة التواصل بين القوى السياسية ‏والقيادات الروحية، على وقع تصاعد وتيرة المواقف المحذرة من انهيار دراماتيكي غير مسبوق ‏مع تواصل ارتفاع الدولار، فإن الضغط الذي ينتج منه لا بد الا ‏ان يولّد “شيئا ما” في اتجاه وضع حد للشغور الرئاسي، خصوصا انه كسر حلقة المراوحة ‏القاتلة والجمود المدمر الذي ساد المشهد الرئاسي منذ خروج الرئيس ميشال عون من قصر بعبدا، بعدما بات واضحا ان اللاانتخاب، نتيجة الحتمية لغياب التوافق الداخلي ولغة الحوار بين الكتل النيابية والسياسية.

 

وسط هذا العقم الرئاسي، تتوالى الانهيارات دون ان تجد من يفرمل اندفاعتها في دولة فاشلة جديدها فقدان حقها في التصويت في ‏الجمعية العمومية للأمم المتحدة الى جانب فنزويلا وجنوب السودان لتخلفهه عن سداد ‏مستحقاتها المالية، في وقت تتجه فيه الانظار الى الخارج عله يستنبط الحلول للازمات، فيخرج البلد من “بوز القنينة”، حيث ما عادت الثورات بابا للحل. ففي وجه من يثور الناس والشغور يشمل كل مواقع السلطة ومع تصدع هيكل الدولة؟ وإلى من تتوجه صرخات الغضب؟

 

مصادر سياسية متابعة رات أن القضية اللبنانية مدولة من خلال ارتباط الافرقاء الداخليين بجهات خارجية تدعمها وتتقاطع اجنداتها معها، من هنا الكلام المتكرر عن ضرورة حصول توافق أقليمي – دولي بين القوى المؤثرة، ليصار الى الخروج من الازمة وتكر سبحة الحلول من انتخاب رئيس للجمهورية الى معالجة الملفات السياسية والمالية، مرورا بتشكيل حكومة جديدة.

 

واعتبرت المصادر ان المصالح الداخلية والخارجية تقاطعت على عدم المساس باتفاق الطائف، الذي كلف راعيه الاول السعودي اعادة احيائه في ذكراه، بحضور سياسي وديبلوماسي عربي وغربي خلص الى التأكيد على مطابقة الاتفاق لمواصفات المرحلة المقبلة المرتبطة بما قبل التسويات الاقليمية، وهو ما ساعد في حسم مستقبل النظام مرحليا والذي على اساسه ستكون التسوية الرئاسية والحكومية، والتي اعلن بيك زغرتا، المعروف بعلاقته الوطيدة بدمشق انه ابن الطائف، ما اعتبره البعض دلالة على نفخ الروح بمعادلة السين – سين من جديد.

 

عليه فان المواجهة بين المحورين الاميركي – الغربي بامتداده العربي، والايراني بامتداده المقاوم والممانع، خفت حدتها، بدليل نجاح بريطانيا بتمرير طبخة الحل العراقية، فضلا عن تبادل الرسائل الذي تتولاه باريس والدوحة على الخط اللبناني، والذي يبدو انه قطع شوطا مهما خلافا لكل نظريات الانفجار الاقليمي، حيث ان التسوية الجزئية بانتخاب رئيس في لبنان يمكن تمريرها ما دام ذلك لن يقدم او يؤخر في المسار العام في المنطقة، بقدر ما قد يريح الساحة الداخلية اللبنانية ويؤخر الارتطام.

 

فهل بدأ تسارع الخطى نحو الانهيار النهائي الكبير؟ ربما نعم، وربما لا. غير ان الاكيد ان الانهيار باق ومستمر، ما دامت المنظومة باقية ومستمرة، بفعل الشعب الساكت، والقضاء المعطل، والحركة السياسية الدولية التي لم تحسم كل خياراتها اللبنانية بعد.

 

فالبلد في تحلل، والوضع مقفل، ولا أحد قادر على رسم سيناريو المشهد الأخير. فكل ما هو معروف وواضح أن الوضع مقفل على كل الجبهات، مع شعب متروك وكباش سياسي يزداد.