منذ بضعة أيام يتقدم الكلام على نزوح سوري جديد بدأت طلائعه تجتاح المناطق الحدودية، ويرشّح متحدّثون، من ذوي العلم والمعرفة، أعداد النازحين الجدد الآتين والذين سيأتون الى لبنان بنحو مليون سوري جديد يضافون الى المليونين والمئتَي ألف نازح سوري الموجودين حالياً في هذا اللبنان ذي «الحيط الواطي» جداً، إذ صار في استطاعة مَن يشاء أن يقفز فوقه، ساعة يشاء.
نحن لا ندّعي علماً دقيقاً في هذا الموضوع، فقط نعترف بأنّ هذه «المعلومات» تقلقنا جداً، بل لعلها ترعبنا. فلبنان الذي ينوء كاهله المثقَل بعدم القدرة على معالجة أزماته وانعكاساتها على مواطنيه، وقد تضاعف العبء بسبب الثلاثة ملايين من نازحين سوريين ولاجئين فلسطينيين، لبنان هذا كيف له أن يتحمل مليون نازح جديد؟!.
هذا، كلّه، بدهي. ولكن ماذا فعلتم يا أيها المسؤولون والقياديون الرسميون منكم والعسكريون والأمنيون والمدنيون، و..المرشحون المعلَنون لرئاسة الجمهورية والمرشحون المكتومون أيضاً؟!. ومنهم نبدأ:
لماذا يخنق الصمت أصوات السادة سليمان فرنجية وجهاد أزعور والعماد جوزاف عون في هذه المسألة تحديداً وسواهم (وليس المجال الآن للتحدث عن الصمت المرتسمة حوله عشرات علامات الاستفهام في أمور أخرى)؟ لو كنا في بلد يحترم ذاته وناسه، وفي حال مشابهة لحالنا، لكان النزوح أحد العناصر المهمة في المنافسة على الكرسي الأول.
ثم نريد أن نسمع رئيس مجلس النواب نبيه بري يحدثنا ما إذا كان دعا فعلاً النواب (أو إنه سيدعو في القريب العاجل الى جلسة) لإصدار قانون حاسم لا يُكتفى فيه برفض النزوح بل يحث الحكومة على قرارات حاسمة في هذا الصدد.
ومن ثم نريد أن نستمع الى رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، الذي سبق له أن حذّر من مخاطر النزوح على لبنان، أن يعلمنا بالتدابير التي اتخذها لإعادة النازحين السوريين الى بلدهم، واليوم لوقف موجة المليون نازح الجديد الذين أخذت طلائعهم باجتياح لبنان كما أسلفنا أعلاه.
ولا نقصر كلامنا على المرشحين والسلطتين التشريعية والتنفيذية، إذ إننا ندعو القيادات السياسية والحزبية من سماحة السيد حسن نصرالله الى الحكيم سمير جعجع، مروراً بالسادة سعد الحريري وجبران باسيل ووليد جنبلاط وسامي الجميل الخ… لأن يتناسوا خلافاتهم على كل شيء ويبادروا الى التواصل فالتقاطع (ومعهم هذه المرة، القيادات غير الزمنية كلِّها) على موقف وطني موحد من هذا الخطر الداهم.
واحذروا حكم التاريخ ولعنة الأجيال.